بلدة طير دبا الجنوبية مسقط رأس القائد العسكري السابق في حزب الله عماد مغنية التي يتقاسم بلديتها الثنائي الشيعي حركة امل وحزب الله (8أعضاء للحزب مع الرئيس و7أعضاء للحركة بينهم نائب الرئيس) تشهد صراعا اصبح علنيا بين الطرفين.
بدأ الخلاف عندما رشح الحزب من جانبه تسعة لعضوية المجلس بدل ثمانية مما أدى إلى فرط الاتفاق بين الحليفين وإلى أن تخوض الحركة معركة الانتخابات مع مرشحين منفردين مستقلين من آل مغنية أكبر عأئلات البلدة(600 ناخب) الذين ترشحوا في البداية للضغط على الحزب من أجل ترشيح المسؤول في الحزب وإبن عائلتهم عم الشهيد مغنية السيد علي محمود مغنية لرئاسة البلدية واستمروا بترشيحاتهم بعدما انسحب العم وتبين لهم بأن الحزب لن يرشح أحدا منهم للرئاسة.
جرت الانتخابات في جو من المنافسة بين الثنائي الشيعي وأنتجت مجلسا بلديا مؤلفا من 9 أعضاء محسوبين على الحزب و6 محسوبين على الحركة بينهم امرأتان أي ان حركة أمل خسرت عضوا من حصتها البلدية في حين ربحت معركة المخاتير إذ فازت لائحتها المؤلفة من 3 مخاتير يشكلون كامل المخاتير في البلدة. ولما جاءت جلسة انتخاب الرئيس ونائبه بحسب الاتفاق اختار الحزب الزميل حسين سعد لرئاسة البلدية واختارت الحركة السيد محمود مغنية لنيابة الرئيس الأمر الذي لم يرق للبعض من المحسوبين على الحزب وعائلاته الذين يبدون كأنهم يخوضون معركة تصفية حسابات شخصية وعائلية وحزبية مع كل من ينتسب لآل مغنية، وبدأوا حملة واسعة طالت نائب الرئيس وصولا إلى حرمانه من المصارفات المالية بعد إلتهجم عليه وإحراجه لإخراجه في حين تمت زيادة مصارفات الرئيس. لم تتوقف المشكلة هنا بل تعدتها إلى استئثار فريق الحزب بكامل اللجان البلدية الأمر الذي دفع الأعضاء المدعومين من حركة أمل إلى اعلان تعليق مشاركتهم في اجتماعات المجلس البلدي ولم تفلح الاتصالات واللقاءات بين الطرفين إلى أي حل، ولم يتراجع الحزب عن إجراءاته التي يرى فيها فريق الحركة محاولة لإلغاء دورهم ودفعهم إلى تقديم استقالاتهم من المجلس البلدي رغبة بالتفرد بالقرارات وتفلتا من الاتفاق الذي تم بين قيادتي الطرفين.الأجواء حاليا مشحونة وتنذر بالتصعيد بعد أسابيع من الانتظار والترقب دون نتيجة،ومع شعور فئة كبيرة من عائلات طير دبا الممثلة بالأعضاء المقاطعين بالتهميش والاستقواء عليهم يرى مراقبون بأن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التأزم في العلاقة بين الطرفين.
محمد فقية