كشفت مصادر وزارية لصحيفة "الحياة" أن الترويج من حين لآخر للقاءات تعقد بين رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل وبين مسؤولين في "المستقبل"، وتحديداً مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ، يأتي في سياق الحرب النفسية التي يراد منها الضغط على الأخير وإيهام الرأي العام بأن التواصل لم ينقطع، وقالت إن قنوات الاتصال بين الطرفين هي الآن محدودة جداً وبلا جدول أعمال.
وأكدت أن ما أشيع عن لقاء عقد بين باسيل والحريري لم يكن دقيقاً، وان هناك من "نفخ" فيه وأخذ يبني عليه، وكأن "المستقبل" يدرس إعادة النظر في موقفه المؤيد لترشح فرنجية. وقالت إن السحور الرمضاني الذي أقامه النائب محمد الصفدي جمعهما في حضور عدد من المدعوين من مختلف الاتجاهات والانتماءات السياسية.
ولفتت إلى أن هذا هو حدود اللقاء الذي لم يتخلله حديث بينهما في العمق حول القضايا السياسية العالقة، وسألت كيف يروج "التيار الوطني" لمعاودة تطبيع علاقته بـ "المستقبل" في الوقت الذي تطوعت وسيلته الإعلامية لضرب علاقة الأخير بقائد الجيش العماد جان قهوجي من خلال الترويج لأن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق يرفض التمديد له مع أن لا أساس له.
وقالت المصادر هذه إن "التيار الوطني" يصر على توظيف حركة المشاورات الأخيرة، سواء تلك التي جمعت الرئيس الحريري برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أو الموقف الذي صدر عن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، وفيه انه مع انتخاب عون إذا كانت هناك مصلحة شرط أن يلقى إجماعاً مسيحياً.
وتابعت: أن اللقاء الذي جمع بين جنبلاط وجعجع إلى مائدة النائب في "اللقاء الديموقراطي" نعمة طعمة خصص لتأكيد تمسكهما بقانون الانتخاب المختلط الذي توافقا عليه مع "المستقبل"، وقالت إن جنبلاط أحال رئيس "القوات" على الحريري للبحث في انتخاب عون.
وأكدت أن جنبلاط يتخوف من التداعيات السلبية للوضع المتأزم في لبنان وبالتالي يؤيد أي حل للخروج من هذا الوضع، وقالت إنه لا يضع "فيتو" على انتخاب عون وهو يلتقي مع الحريري الذي كان أعلن مراراً أنه يحضر جلسة انتخاب الرئيس ولو كان عون، وسيكون أول من يبارك له.
وعليه اعتبرت المصادر أن المشاورات السياسية لإعادة تحريك الملف الرئاسي تبقى "حركة بلا بركة" لأن القرار ليس في لبنان وإنما في إيران التي تشترط الحصول على ثمن سياسي لا يبقى محصوراً بلبنان بل بدورها في المنطقة وهذا لا يزال بعيد المنال.
(الحياة)