شدّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمس، على ان الاسلام «دين الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام«، وعلى أن المملكة العربية السعودية تتشرف «بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين« معتبراً أن التحدي الأكبر هو حماية «الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة«، ليؤكد العزم «على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي«.
كلام الملك سلمان جاء في كلمة وجهها بمناسبة عيد الفطر، غداة موجة تفجيرات ارهابية ضربت المملكة وكانت موضع استهجان اسلامي وعربي وعالمي خصوصاً لجهة استهدافها المسجد النبوي الشريف من قبل «فئة ضالة» تدعي رفع لواء الاسلام.
وندّد البيت الأبيض أمس بالهجمات الإرهابية التي وقعت في السعودية. وقال نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان: «رغم أن التحقيق في هذه الهجمات لا يزال في مراحله الأولى فإن نوايا الإرهابيين واضحة: وهي بث الفرقة والخوف.»وأضاف: «نجدد التأكيد على التزامنا بأمن السعودية وتعزيز تعاوننا القوي مع الحكومة السعودية في مكافحة الإرهاب«.
كلمة خادم الحرمين
وفي ما يلي نص الكلمة التي ألقاها وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها الإخوة والأخوات في المملكة العربية السعودية
إخواني المسلمين في كل مكان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير، وتقبّل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، إنه سميع مجيب.
أيها الإخوة
نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أعزنا بالدين الإسلامي الحنيف، دين الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام، كما نحمده تعالى الذي مكن قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي من المعتمرين والزوار من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، ومكننا من إتمام صيام شهر رمضان وقيامه، ونحمده عز وجل الذي أكرمنا بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، ونشكره أن أنعم علينا بعيد الفطر السعيد الذي هو مظهر من مظاهر التعاضد والتعاطف بين أبناء الأمة الإسلامية، وتعبير عن وحدتهم وجمع كلمتهم باختلاف أماكنهم وألسنتهم، فلله الحمد والمنة، داعين الله عز وجل أن يكمل فرحنا بانقشاع غمامة فرقة الأمة الإسلامية، وزوال محنها وآلامها .
إن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها، وإن أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرّف واتباع الدعوات الخبيثة المظللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية، والمملكة عاقدة العزم ـ بإذن الله ـ على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال، ونحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمها قضية فلسطين .
إخواني وأخواتي
أدعوكم جميعاً عشية يوم عيد الفطر السعيد للتفاؤل والأمل بمستقبل أفضل وغد مشرق، شاكرين المولى عز وجل على ما من به علينا من نعم ظاهرة وباطنة، ونسأله أن يأخذ بأيدينا لما فيه خير أمتنا وصلاحها، داعين الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين والعالم أجمع من كل سوء، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم، وأن يرحم جميع أموات المسلمين، إنه سميع مجيب، وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العمليات الإرهابية
وتأتي كلمة خادم الحرمين الشريفين بعد يوم على 3 عمليات إرهابية انتحارية فاشلة، استهدفت واحدة منها رجال الأمن المكلفين بحماية زوار المسجد النبوي، ثاني الحرمين الشريفين، وهي العمليات التي أدانتها دول العالم قاطبة، والمسلمين جميعاً على امتداد دول العالم الإسلامي، خصوصاً كون الأمكنة المستهدفة هي من أكثر الأماكن قدسية لدى المسلمين.
ورجحت مصادر أمنية لـ»العربية نت» أن ما تعرضت له السعودية مساء أول من أمس من سلسلة عمليات إرهابية انتحارية فاشلة، جاءت وفق مخطط مسبق، تمت إدارته من قبل قيادات تنظيم داعش بالخارج في كل من العراق وسوريا، حيث تلقى الانتحاريون الأوامر بالتنفيذ من قبلهم.
وأشارت المصادر إلى أن هدف التنظيم الإرهابي من استغلال الأماكن المقدسة وفي شهر رمضان، كان بغرض الإيهام على قدرتهم بالضرب في أكثر من مكان وفي وقت واحد، وإحراج الأجهزة الأمنية من خلال استغلال ازدحام المسجد النبوي والجوامع بالمصلين في العشر الأواخر من رمضان، وذلك لانشغال رجال الأمن بخدمة الزوار، الأمر الذي لم يتكلل بالنجاح بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط العمليات الانتحارية وباءت كافة العمليات بالفشل.
وأعلنت الداخلية السعودية عن استشهاد 4 من رجال الأمن وإصابة 5 آخرين، في التفجير الذي وقع بأرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات زوار المسجد النبوي الشريف.
ولي العهد
وقد أكد ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أن أمن الوطن بخير وهو في أعلى درجاته وأن الإرهاب لن يزيد المملكة إلا تماسكاً وقوة، وذلك خلال زيارته جرحى حادثة التفجير الإرهابي داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه بمحافظة جدة، مساء أول من أمس.
ونقل ولي العهد للمصابين تحيات ودعوات خادم الحرمين الشريفين، وأضاف: «أتشرف بزيارتكم والاطمئنان عليكم، وأحمد الله عز وجل أنكم بخير وهذا هو ما يهمنا، وأعلم أن مواجهة العمليات الإرهابية ليست بالأمر البسيط وما تشعرون به من آثار بسيطة عقب التفجير ستزول بإذن الله حيث مررت بهذه التجربة مسبقاً وأشعر بما تشعرون به».
المستقبل : خادم الحرمين: سنضرب بيد من حديد
المستقبل : خادم الحرمين: سنضرب بيد من...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
857
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro