الواضح أن وزير الخارجية الفرنسية جان مارك آيرولت راغب في أن يحقق “إنجازا ما” في الملف الرئاسي اللبناني. فالزيارة التي يقوم بها بناء على طلب من الرئيس هولاند الذي اتى إلى بيروت أواسط نيسان الماضي تنطلق من اعتبار أساسي هو أن “الترف اللبناني” القائم والمتمثل في ترك الفراغ مستحكًما على رأس الجمهورية “لم يعد مقبولاً بسبب تكاثر التهديدات، وعلى رأسها التهديد الإرهابي الذي يخيم على لبنان، كما برز ذلك مع العمليات الانتحارية “الجماعية” في قرية القاع على الحدود اللبنانية السورية الشرقية، والعمليات التي أبطلت بفضل يقظة الأجهزة الأمنية اللبنانية. كذلك تعتبر باريس أنه “حان الوقت” ليفتح اللبنانيون أعينهم ويروا ما يجري حولهم “قبل أن تصل النار أكثر فأكثر” إلى بلادهم، والاستفادة من فرصة “لبننة” الاستحقاق الرئاسي وعدم انتظار الحلول من الخارج.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ”الشرق الأوسط”، إن الوزير الفرنسي تحدث بصراحة متناهية لنظيره الإيراني خلال اجتماعهما يوم 22 حزيران، وتوجه إليه قائلاً: “نريد منكم أن تلعبوا دورا إيجابيا في لبنان” عن طريق تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية. وأضاف آيرولت: “نحن نعي قدرة إيران على التأثير وتسهيل العملية الانتخابية إذا رغبت في ذلك”. بيد أن الوزير الإيراني لم يذهب بعيًدا في الاستجابة وكرر موقف طهران القائل إن الأمر بيد اللبنانيين وخصوًصا المسيحيين الذين عليهم الاتفاق أولا على رئيس”. وبكلام آخر وبحسب المصادر الفرنسية، فإن ظريف “لم يعط باريس شيئا” في الملف اللبناني، كما لم يقدم شيًئا في الملف السوري.