صباحاتنا تُقايض
أحلامنا .. بالسكوت
أشعر أن الضوء
حتى الضوء لا يُريد أن يجيء
لهذي الأرض ..
ويندم كل يوم
عندما يحتضن العراق
*
ليس فيك
صباحٌ يا عراق
الظلام هنا ..
من يُصبح ُ دائما ً
ولا يأفلُ إلا بالدماء
*
ليست الشمس من تلفظ الصباح
الدخان هنا .. هو الأوكسجين
والسواد دائما ً يفوز
البياض جبانٌ .. هارب
كالحمام الأبيض ..
المصلوب
على أعمدة الكهرباء
*
أوهمونا عندما كُنّا صغارا ً
أن الحب يفوز
والخير يعمّر ..
اليوم اكتشفنا
كذبة آبائنا الخُرافية
أن الشرَّ ينتصر
كالعهر ينتشر ..
ويفيض من رحم السماء
ماااء ..
يُغطي جباه البشر
سيلا ً .. منويا ً
يُعمينا
يَصم آذاننا
يصرخ فينا
انحنوا
لرب الرغيف
لرب الهواء
لرب البطالة
رب التقاعد
رب الدعاء ..
*
ماذا سيشرب (عزريل)
لينسى مشهد موتنا الدموي
سيصرخ ..
وهو يتقيأ
بحليب الرضع
الدموع تملأ خمرته
- أيتها الغابة العراقية
مَـن سيدُك ؟! -
*
من تُرى سيُعيد الصباح
لهذا الطفل العقيم
عندما يكبر .. ؟
ويسأل الناس
أين قدميّ ؟
بماذا عساني أُمسكُ الطباشير ؟
كيف أبري أقلام الرصاص
وما عساه ُ يلّون دفتر الرسم
غير الأحمر ..
*
يوما ً ما ..
ستُدكّ الأرض
لأجل مهرجان الأطراف المتناثرة
سيعترف الرصيف الرحيم
ويبوح
للأعضاء المشوية بالندم
*
لادين لي ..
فعقيدة الليل
كأس ٌ .. وقطعة ثلج
وشرفة ٌ موحشة
*
ألا زال الله ربا ً ؟
أم أنه للجنوبيون دمية خزفية
تنتظر العطور و البخور ..
*
أعمامة ً سوداء
ام بيضاء هذي .. ؟
ام قطعة قماش
سُرقت
من خصر راقصة
عاهرة ٌ طيبة
تبيع للجيران ثدييها
وتدفعُ خُمس الحليب ..
لذي القُربى
لسابع جار
وجوب التضاجع
سبع ركعات ..
ساجدة
ويغزون جسدها الطاهر
بجميع اعضائهم
وهي مطأطأة الرأس
لا بدّ ان تستجيب
كل يوم
كل يوم عند المغيب ..
*
أيها الناس ..
ضمرت اعضاؤنا
غدا ً ..
لا نستطيع
نكح أزواجنا
إلا بقربى من جيراننا ..
*
في نهاية كل ملحمة
يخرج الرب لابسا ً زيّه ؛
-أدعوني استجب لكم
-الناس،
الدماء،
الأعضاء ،
الدموع ...
العباءات السوداء
تُناجي ؛
-الموت .. الموت .. الموت ...
-نعم .. نعم
هذا هو ثمن الجنة
أيها الأغبياء ...