اعتبر المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السّيد أن التفجيرات الإرهابية الداعشية التي استهدفت بلدة القاع مؤخرا تزامنت بالصدفة مع الذكرى السنوية الأربعين لمجزرة القاع (1976) التي وقعت إثر مجزرة إهدن التي ارتكبتها القوات اللبنانية في الهجوم الذي قاده سمير جعجع حينذاك وأسفر عن استشهاد طوني فرنجية وزوجته وطفلته.
وذكّر السّيد للتاريخ بأنه على إثر مجزرة إهدن أقدمت «سرايا الدفاع» التابعة لرفعت الأسد ومن خارج قرار القيادة السورية على اختطاف بضعة مواطنين من بلدة القاع وإعدامهم انتقامًا لمقتل فرنجية وعائلته، مضيفًا أنه من سخرية القدر أن رفعت الأسد أصبح لاحقًا حليفًا لـ14 آذار في العداء للرئيس الأسد، بحيث إنه استضاف لديه في اسبانيا شاهد الزّور محمد زهير الصديق الذي أدلى هناك بشهادته المزورة ضد سوريا ولبنانّيين.
ورأى السّيد أن سلوك «داعش» اليوم لا يختلف مطلقًا عن سلوك دواعش الحرب اللبنانية من الميليشيات، ومنها القوات اللبنانية، لا بل ان دواعش لبنان سبقوا «داعش» الحالي في الذبح وقطع الرؤوس والخطف والتهجير على الهوية الطائفية والقصف العشوائي والسيارات المفخخة والاغتيالات والتعذيب والتصفيات الجسدية الجماعية ومصادرة الخبز والمحروقات وفرض الخوّات وغيرها من الجرائم الفظيعة، ومنها على سبيل المثال مجازر الصفرا ضد «الأحرار» وتفجير مطرانية سيدة النجاة في زحلة وتفجير سيدة النجاة في الزوق واغتيال داني شمعون وزوجته وطفليه ثم السير في جنازتهم.
وختم السّيد: «من سخرية القدر أن تحيي قوات جعجع ذكرى ضحايا مجزرة القاع (1976) بدل تقديم الاعتذار الى أهل القاع عمّا سّببوه لهم من انتقام عشوائي وبربري في أعقاب مجزرة إهدن، إلا أن إقامة هذه الذكرى في الأسبوع نفسه الذي تدفع فيه القاع ثمن وحشية داعش، يذكّر اللبنانيين بأن دواعش الحرب الأهلية اللبنانية هم أسوأ منها بكثير لا بل هم سبقوها، وأن الدواعش تتشابه، حتى ولو تستروا اليوم خلف ربطات العنق أو لبسوا وجه القداسة والطهارة أو تشدقوا بالحرص على الدولة ومصالح الناس».
السفير