انهمكت الدوائر السياسية في رصْد تطورين بالغيْ الأهمية محلياً:

– الأول الحركة التي بدأها رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في اتجاه الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ، في محاولة لتوفير مظلّة تتيح انتخاب زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون (المدعوم ايضاً من “حزب الله”) رئيساً، على قاعدة “تعطيل التعطيل” الذي تتّهم “القوات” “حزب الله” بممارسته لأسباب تتصل بحساباته الاقليمية.

وتشير المصادر في هذا السياق لصحيفة “الراي” الكويتية، إلى أن ثمة انطباع في هذا السياق بأن جعجع يحاول إقناع تيار “المستقبل” بأن عون ، الذي نال دعماً لانتخابه من جنبلاط ، أفضل من المجهول، وبأن تبنيه من “المستقبل” والزعيم الدرزي اضافة الى “القوات” سيكون بمثابة ضمانة جيّدة لحفْظ التوازنات في مقابل علاقة عون مع “حزب الله”، الذي لن يكون في وسْعه بحال سير الحريري بزعيم “التيار الحر” مواصلة تعطيله للاستحقاق الرئاسي.

– اما التطوّر الثاني، فهو الانفراج المباغت الذي تَحقّق في ملف النفط بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد ميشال عون ، في توقيتٍ سياسي تم التعاطي معه على انه في سياق ترتيب علاقة الرجلين في ضوء الـ”لا” الكبيرة لبري على انتخاب زعيم “التيار الحر” رئيساً للجمهورية، في ظل تقديراتٍ بأن التفاهم النفطي يشكّل جزءاً من مناخٍ مستجدّ في الملف الرئاسي يحتّم “اختبار نيات” على خط فتح الطريق الرئاسية أمام “الجنرال”.

وقد استند “الدخان الأبيض” الذي تَصاعَد من ملف النفط العالق في جانبه الداخلي منذ نحو عامين على الخلاف الكبير بين بري وعون ، الى اتفاقٍ أنهى التباين حول اولويات التنقيب عن الغاز والنفط في البلوكات المحدّدة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة واذا كان سيبدأ من الجنوب او الشمال، وذلك على قاعدة طرح البلوكات العشرة على التلزيم من قبل الشركات، على أن لا يتمّ التلزيم سوى لبلوكين أو ثلاثة.