كما موضوع الولايات المتحدة وكيفية العلاقة معها مطروح دوماً في الساحة السياسية الإيرانية وخاصة حلال الحملات الانتخابية الرئاسية فإن العكس أيضاً هو صحيح، خاصة في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي التي سبقتها ورافقتها محادثات ثنائية أمريكية - إيرانية بعد مقاطعة دبلوماسية استمرت 35 عاماً تقريباً.
والسؤال الذي يظهر حالياً بشكل جلي هو أن مصلحة إيران تكمن في فوز أي من هذين المرشحين: هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب؟
لحد الآن تمكن ترامب من الفوز على منافسيه من الحزب الجمهوري بشكل مفاجي وغير متوقع جداً ويمكن القول بأن ترامب تمكن من هزيمة حزبه الجمهوري إذ قلما وجد فيه أنصاراً لنفسه، ولكن ترامب اجتذب الجمهور الصامت غير المتنمي لأي من الحزبين.
وليس من المستبعد أن يفوز هذا المرشح المستفز المشاغب على منافسته هيلاري كلينتون التي تتمنى بالعودة إلى البيت الأبيض الذي قضى فيه 8 أعوام سابقاً بصفتها السيدة الأولى ولكن هذه المرة تحلم كلينتون بالعودة اليه رئيسة.
ميزة ترامب هي أنه يغرد خارج السرب ويُظهر نمطاً مختلفاً للرجل السياسي في الولايات المتحدة وهذا الاختلاف يكمن في أنه يعتبر نفسه غير مدين لأي جهة أو شخص ويعلل استقلاليته بأن "الآخرين هم بحاجة إلى مصادر مالية ولكنني امتلك ثروة تغنيني عن الخنوع للرأسماليين والأثرياء. وربما بسبب تلك الاستقلالية لا يخجل ترامب من إبداء آراء ربما لا يجرؤ أي مرشح التفوه بها، لأنهم لا يتمكنون من تجاهل مصالح الرأسماليين والشركات الكبرى التي لديها طموحات وتطلعات في المستقبل.
ولهذا لا يخجل ترامب من القول بأنه سيفاوض كورية شمالية بحال فوزه في الانتخابات الرئاسية وسيزورها قبل ما يزور أي بلد آخر.
كما في الموضوع السوري أعلن ترامب بأنه لن يقاتل بشار الأسد وبل سيتابع مع بشار عبر المفاوضات. وحتى في الموضع الروسي أيضاً يبدو أن موقف ترامب أكثر مرونة بكثير من الديموقراطيين، حيث أنه سيركز على المصالح المشتركة في العلاقات معها.
وفي المقابل يبدو أن هيلاري كلينتون متأثرة من اللوبي الصهيوني وملتزمة بالمصالح الاسرائيلية اكثر من أي رئيس أمريكي آخر، ولشدة التزامها بتأمين المصالح الإسرائيلية وجد الرئيس باراك حسين أوباما بأن الاستمرار في المفاوضات النووية وإنجاحها مستحيل مع بقاء هيلاري في منصب وزارة الخارجية ولهذا استبدلها بجان كيري في الولاية الثانية، وبالرغم من أن هيلاري أعلنت خلال الحملة الانتخابية الحزبية أخيراً بأنها تعتز بأن المفاوضات النووية بين إيران والدول الست الكبري بدأت في عهدها ولكن يبدو أن نجاح تلك المفاوضات كان شبه مستحيل بحال بقاءها في منصبها، لأنها وفية بإسرائيل وإلأخيرة كانت غاضبة على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وعليه يمكن القول بأن إيران تُفضّل فوز ترامب على منافسته هيلاري لأن ترامب وعد بالتصالح مع الكورية الشمالية التي تملك السلاح النووي فكيف عن إيران التي تنازلت عن التقدم في مشروعها النووي بقبول وضع جميع أنشطتها النووية تحت الرقابة الأممية الشديدة.