عبر دبلوماسيون متابعون لملف العلاقات الإيرانية الغربية عن استغرابهم من التصريحات التي أدلى بها الرئيس حسن روحاني الجمعة ضد الغرب بمناسبة إحياء الذكرى السنوية ليوم القدس.
ولفت هؤلاء الدبلوماسيون إلى الرسائل التي أرادت طهران إرسالها من خلال هتافات “الموت لأميركا” التي أطلقها عشرات الآلاف من المتظاهرين الجمعة، من ضمن هتافات ضد إسرائيل صاحبتها عملية إحراق للعلم الإسرائيلي.

واستعاد روحاني في التصريحات التي أدلى بها بالمناسبة التعابير القديمة المستخدمة، متهما دول “الاستكبار العالمي؛ الولايات المتحدة وحلفائها” بالعمل على “الفرقة بين المسلمين” معتبرا أن “الوحدة هي السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة”.

لكن مصادر إعلامية رأت أن روحاني لم يكن يستطيع أن يقدم خطابا معتدلا مقارنة بلهجة آخرين ومنهم رئيس مجلس خبراء القيادة أحمد جنتي الذي صرح على هامش المناسبة بأن الشعب الإيراني المسلم سيبقى في الساحة حتى محو “الكيان الصهيوني” من أرض فلسطين، فيما انضم إلى المتظاهرين عتاة التيار المحافظ من بينهم القائد العام لقوات الحرس اللواء محمد علي جعفري.

ورأى مراقبون للشؤون الإيرانية أن لجوء روحاني إلى استخدام لغة المعسكر المحافظ في إيران بزعامة المرشد علي خامنئي، يهدف إلى المزايدة الداخلية من خلال استعارة خطاب ثوري متقادم حماية له ولمعسكره من الحملات الداخلية الأخيرة، لا سيما تلك التي تصدر عن المحافظين وجنرالات الحرس الثوري وعن المرشد شخصيا.

ورأت أوساط دبلوماسية غربية أن مضمون تصريحات روحاني لا يعكس الروح الحقيقية لحكومة طهران ووزير خارجيتها محمد جواد ظريف، الذي يسعى وفق توجهات روحاني لدى العواصم الغربية، لا سيما واشنطن، للمضي قدما نحو تطبيع كامل للعلاقات الإيرانية الغربية.

وتجد تلك الأوساط أن روحاني تقصّد إرسال رسائل متعددة المقاصد في مناسبة لا تعني العرب والفلسطينيين بشيء رغم حملها اسم “القدس”، كما لم تعد تعني للشعب الإيراني إلا ضجيجا شعبويا يمارسه معسكر “الثورة” في إيران لاستهلاك محلي داخل صفوف الحرس الثوري وامتداداته.

واعتبرت مصادر أوروبية تصريحات روحاني رسالة مزدوجة إلى العالم الغربي تحذّر من إمكانات عودة طهران إلى اتخاذ مواقف راديكالية إذا ما تأخر في فتح سُبل التطبيع الكامل، لا سيما الاقتصادي والمالي والمصرفي، مع إيران.

لكن الرسالة تتضمن أيضا في طياتها استغاثة قد يكون قد أطلقها الرئيس الإيراني للعالم الغربي لإنعاش موقعه ونفوذه ودوره ورؤاه بمواجهة تيار المحافظين في بلاده.


العرب