مرتاح إلى وضعه الخبير في تفخيخ السيارات الموقوف الفلسطيني نعيم عباس، والملاحق بسيل من الدعاوى امام القضاء العسكري والمجلس العدلي. يدخل قاعة المحكمة العسكرية الدائمة والبسمة لا تفارق وجهه ويبادر رئيسها العميد الركن الطيار خليل ابرهيم، في حضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي داني الزعني، انه بدون محام، مبديا رغبته في توكيل محام جديد يدافع عنه. فأبلغته المحكمة بقرار المحامية فاديا شديد اعتزال وكالتها عنه، تبعا لما اعلنه في جلسة سابقة عن نيته تغيير محاميه. وطلب عباس امهاله لاتمام ذلك قبل الجلسة المقبلة، فيدافع الوكيل الجديد عنه في كل القضايا العالقة في حقه. وقال للمحكمة:"سأستفيد من حضوره الى جانبي على رغم انني اقدر اني رايح اعدام". فمازحه رئيس المحكمة "كيف لك ان تعرف انه حكم اعدام وليس مؤبدا؟". فلاحظ عباس ان احد المستشارين يبتسم وتابع كلامه لرئيس الهيئة: "هذا المستشار يبتسم، اريد محاميا كفياً يدافع عني". ولهذه الغاية ارجئت الجلسة الى 30 تشرين الثاني المقبل.
الى ذلك استجوبت هيئة المحكمة الموقوف محمد عبد العزيز يوسف الذي أحضر ايضا بلباس السجن الكحلي المقلم على الخصر وكوع اليدين بالاحمر. واعلن المجند السابق ان دورية لفرع المعلومات طاردته بينما كان يعوم في النهر لكونه مطلوباً ففر في مجراه وهو يسمع طلقات نارية وسط آخرين كانوا في المكان.
وبادره رئيس المحكمة "انت ملاحق في ملف آخر. انشققت عن الجيش لتلتحق بتنظيم مسلح"، فأجابه نافيا. وللاستماع الى شهود رفعت الجلسة الى التاسع من تشرين الثاني المقبل.
وفي الملف الثاني الملاحق فيه يوسف مع اربعة آخرين بتهمة تأييد الفكر المتطرف والمنظمات الارهابية ونقل معلومات لارهابيين، قال يوسف:"أنا عسكري فار ولرغبتي في متابعة عملي لم أعد مجندا". وايد انه يحمل لقب"ابو القعقاع" وتواصله على الفايسبوك والواتسأب مع مجموعات دينية جميع أفرادها أبوات يحملون القابا ولا يعرف اسماءهم الحقيقية.
وقال له رئيس المحكمة "جميع هؤلاء ينتمون الى تنظيم"داعش" وفق افادتك الاولية". فعقب المتهم" عندما علمت بأنهم داعشيون انسحبت من تلك المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيرا الى أنه التقى "أبو البراء" في مجلس عزاء ولم يعلمه بأنه "داعشي" الإنتماء، وكذلك الامر بالنسبة الى الشيخ نبيل سكاف الملقب "ابو مصعب" الذي هو "أبو الحنان" أيضا. دهمه الأمن بدوره وكان في مجموعة التواصل الإلكتروني".
ولكن تربطك علاقة جيدة بـ"ابو مصعب " واصدر بيانا لمصلحتك؟ وسارع المتهم الى القول: "انا انكرت هذا البيان. وظرفي حداني الى الفرار. اتصل بي بعد دهمي. ولم يطلب مني القيام بأي عمل أمني. وعندما طلب من المجموعة الانضمام الى داعش تركتها بعد اسبوع.
هو وعدك بالقيام بعملية استشهادية، تبعا لافادتك الاولية؟"، أجاب الموقوف: "أفدت بذلك تحت وطأة الضغط"، نافيا تحريض الموقوف كفاح الفياض على ترك عمله في مفتشية الأمن العام أو الهجوم على المركز الامني التابع لهذه المؤسسة في إحدى قرى عكار.