تخطو عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا خطوات سريعة، فبعد اعتذار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واتصال نظيره الروسي فلاديمير بوتين به ورفع القيود الروسية عن السياحة إلى تركيا، أبدت أنقرة أمس أملها بالتعاون بين البلدين في سوريا وذلك على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو بعد لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو.
هذه التطورات السياسية بين قطبين مؤثرين في مجريات الأحداث السورية، تزامنت مع إحراز الثوار تقدماً ميدانياً مهماً في ريف اللاذقية قرّبهم من مدينة سلمى الاستراتيجية التي فقدوها عقب التدخل العسكري الروسي تأييداً لبشار الأسد في أيلول من العام الماضي، كما تمكن ثوار الغوطة الشرقية في دمشق من إسقاط طائرة حربية للنظام أمس، هي الثالثة في غضون أسبوع.
في روسيا نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الوزير التركي جاويش أوغلو قوله بعد لقائه لافروف أمس إن على تركيا وروسيا العمل معا لحل سياسي للأزمة السورية. ونقلت الوكالة عنه قوله في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود إن أنقرة تحارب تنظيم «داعش» مباشرة، ولهذا السبب فإن تركيا هدف للإرهابيين.
ونسبت وكالة «إنترفاكس« للوزير قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد يجتمعان في آب الجاري في سوتشي. وقال لافروف في تصريحات في بداية الاجتماع «نأمل ان يعيد هذا اللقاء العلاقات الى طبيعتها».
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون الخميس إن حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدرس خطة لتنسيق الضربات الجوية مع روسيا ضد «جبهة النصرة« وتنظيم «داعش» في سوريا إذا توقفت الحكومة السورية عن قصف المعارضة المعتدلة.
ميدانياً، تمكن «جيش الإسلام» من اسقاط طائرة حربية جديدة لقوات الأسد في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، وذلك للمرة الثالثة في أقل من أسبوع. ويأتي ذلك، بعد أقل من أسبوع من إعلان «جيش الإسلام» إسقاط طائرة حربية من نوع «ميغ 29» تابعة لقوات الأسد بالقرب من مطار «السين» في القلمون الشرقي، بعد ساعات من إسقاط مروحية للنظام في الغوطة الشرقية تزامنت مع زيارة لرأس النظام بشار الأسد إلى منطقة «مرج السلطان» في القطاع الجنوبي.
وفيما نشر «جيش الإسلام» فيديو لقائد الطائرة وهو حي، أفاد تصريح صحافي للناطق الرسمي باسم الجيش النقيب إسلام علوش، لاحقاً، نشره على حسابه في «تويتر«، أن عنصرا من «جبهة النصرة« قتل الطيار بعد أن تعهدوا بتسليمه لجيش الإسلام بعد التواصل معهم، وذلك بعد أن قام فريق جيش الإسلام الإعلامي بتصوير الطيار في مقر غرفة العمليات المشتركة لجبهة النصرة وأحرار الشام.
وطالب جيش الإسلام كلا من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ببيان يفسروا فيه ما جرى، كما طالب بتسليم جثة الطيار، ونشر النقيب علوش صورة للطيار بعد مقتله.
وفي ريف اللاذقية، سيطر «جيش الفتح» وفصائل من الجيش السوري الحر على عدة مناطق في جبل الأكراد أبرزها بلدة كنسبا، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد ضمن معركة «اليرموك» التي أطلقها الثوار لاستعادة ما تم احتلاله في ريف اللاذقية.
وهذا التقدم نادر للمعارضة في اللاذقية منذ تدخلت روسيا في الصراع السوري الدائر منذ أكثر من خمس سنوات.
ويتاخم شمال اللاذقية محافظة إدلب معقل الثوار الرئيسي في شمال سوريا. وإلى الشمال الشرقي في محافظة حلب شن الثوار في الآونة الأخيرة هجمات كثيفة على قوات النظام وحلفائه، بما في ذلك القوات الإيرانية ومقاتلو «حزب الله«.
ميدانياً أيضاً، واصل الطيران الروسي ونظام الاسد استهداف مناطق حلب وخاصة منطقة الملاح بعد أن استعادها الثوار بالكامل يوم الخميس، في حين تلقت قوات الاسد والميليشيات الكردية ضربات موجعة من الثوار في عدة احياء بحلب امس.
وذكرت قناة «حلب اليوم« أن نحو 40 غارة جوية من الطيران الحربي و30 برميلا متفجرا و45 جرة متفجرة و200 قذيفة وصاروخ حصيلة قصف قوات النظام والطيران الروسي امس على مدينة حريتان.
وذكر المرصد السوري أن «11 شخصاً على الأقل قتلوا في مدينة حلب بينهم عدة أطفال في عمليات قصف شنتها طائرات حربية«، وقال المرصد إن «طائرتين هاجمتا منطقتي الحلوانية ومناطق قريبة من حي طريق الباب«. وقتل وجرح العديد من عناصر قوات الاسد في إثر محاوله فاشلة للتقدم نحو نقاط الثوار من محوري الخالدية وشيحان بمدينة حلب صباح امس، وفق ما افاد مركز حلب الاعلامي.