ما زال الغموض يكتنف كيفية وصول الارهابيين الى القاع، والهدف الحقيقي لعمليتهم. وشَكّكت مصادر امنية غير رسمية بإمكان قدوم الانتحاريين من خارج المنطقة، مرجّحة ان يكون انطلاقهم من “تجمّعات معينة” في الداخل، الّا انّ مصادر عسكرية اكّدت فرضية قدوم الانتحاريين جميعاً من خارج الحدود، وقد يكونون قد تسللوا من الجانب السوري عبر مسلك يسمّى “تلة الصليب”.
ولفتت المصادر الانتباه الى انّ التحقيقات الجارية لا تقف عند فرضية انّ عدد الانتحاريين هو 8 الذين فجّروا أنفسهم في القاع، بل هي تتوسع نحو احتمالات اخرى، وهي ان يكون العدد اكثر من 8، وما زال الآخرون متوارين في مناطق قريبة من القاع، وعلى هذا الاساس تمّ تكثيف عمليات الدهم والملاحقة.
ولا يلغي التحقيق، بحسب المصادر، احتمال أن تكون القاع هي المستهدفة، الّا انه يدور ايضاً حول فرضيات أخرى، لعلّ اكثرها قُرباً الى الواقع هي انّ الارهابيين الثمانية كانوا يتخذون من القاع نقطة انتظار مؤقتة، ومن ثم الانطلاق الى مناطق اخرى لتنفيذ عملياتهم، ويرجّح هنا بعض البلدات في بعلبك حيث كانت هناك تجمّعات لإحياء ليلة القدر. وكذلك منطقة الضاحية الجنوبية.
ولفتت المصادر الى أنّ الانتباه الى انكشاف الارهابيين، قد يكون أحبط المخطط الاساسي الذي رَسمه المشغّلون، ولذلك فجّر هؤلاء أنفسهم بطريقة عشوائية. وقد اتخذت اجراءات امنية مشددة، وضرب الجيش طوقا أمنيا مشددا حول القاع، الامر الذي جعل الدخول اليها والخروج منها أمراً صعباً جداً.
ويبدو انّ الارهابيين الاربعة الذين كانوا ما يزالون متوارين شعروا انّ إمكان نفاذهم الى خارج القاع بات صعباً، فاختاروا ان ينتحروا عشوائياً على أن يَقعوا في الأسر. فَفجّر أحدهم نفسه قرب المتضامنين مع الشهداء في كنيسة البلدة، وفَجّر آخر نفسه قرب ملّالة للجيش، وفَجّر ثالث نفسه قرب مركز مخابرات الجيش في البلدة.