تزدحم النقاشات هذه الايام كما في كل مرة يتعرض فيه البلد الى خضة أمنية وتفجيرات إرهابية كالتي حصلت في بلدة القاع، حول وجود النازحين السوريين الموجودين في لبنان وطريقة التعاطي مع هذا الملف الانساني، وينقسم اللبنانيون كالعادة بين مدافع عن هذا الوجود من خلفية انسانية وبين دعوات تصل الى حد ترحيلهم بدواعي امنية.
ما اريد الاشارة اليه في هذا الخصوص، هو ان على اهلنا النازحين السوريين واجبات ومترتّبات عليهم الاضطلاع بها حتى لا يتحول وجودهم الى بؤر تستغل من قبل الارهابيين كأن يتحولوا هم الى ما يشبه المخبرين عند الاجهزة الأمنية اللبنانية ويتصدوا لهم بانفسهم إن استطاعوا الى ذلك سبيلا، ويتحولوا الى خط دفاع اول في وجه من يريد بالابرياء سوء، فمن المستحسن ان نسمع عن خبر قيام مجموعة من اللاجئين مثلا بالقاء القبض على أشخاص ينتمون الى مجموعات إرهابية وتسليمهم الى السلطات اللبنانية او قيام أشخاص سوريين بإخبار المعنيين عن أماكن وتحركات مشبوهة لمثل هؤلاء.
النازح السوري بيننا له علينا كل الاحتضان والحب لما يمر به من محنة، ولكن عليه أولاً وأخيراً ان لا يتحول الى مصدر خطر امني بل وعليه هو أن يخلق جواً من الاطمئنان لدى اللبنانيين، خاصةً ان هنالك من يريد ان يستغل وجوده في بازار الاعيب السياسية اللبنانية التافهة.