مع التفجيرات الإنتحارية الرباعية الجديدة التي هزت القاع بعد تفجيرات الفجر الدامية، تراجعت النظرية القائلة ان انتحاريي الفجر كانوا بصدد المرور في بلدة القاع بطريق الترانزيت، لكن بعد تفجيرات الليل بدا وكأن القاع هي الهدف بالذات، في حين يؤشر الاستنفار العام لـ”حزب الله” في مختلف مناطق نفوذه الى ان لمعركة حلب التي اعلن عنها الحزب خيط متصل بهذه التفجيرات.

في هذه الحالة، ثمة ثلاثة نظريات في هذا السياق:

– أولا، ان تكون القاع كما هو واقعها الجغرافي بوابة الإنتحاريين على منطقة البقاع الشمالي، حيث معقل “حزب الله” الذي يحارب المعارضة السورية في حلب وفي كل مكان، بحكم وجود منطقة مشاريع القاع الممتدة على طول الحدود الشرقية مع سوريا بمدى 25 كيلومترا وفيها مخيم يضم نحو 20 ألف لاجئ سوري، تشير التقديرات الى ان 40% منهم من الشباب.

– وثانيا، ان تكون صندوق بريد لنقل الرسائل الى حلفاء حزب الله من المسيحيين والتأكيد لهم ان الحماية التي اعلنها السيد حسن نصرالله من حزبه الى لبنان فاقدة للجدوى، بدليل تسلل الانتحاريين اليها مرتين خلال 24 ساعة.

– أما النظرية الثالثة، فتردها مصادر “14 آذار” الى تطورات الوضع في حلب . وفي معلومات هذه المصادر لصحيفة “الأنباء” الكويتية، ان “حزب الله” وعد مناصريه بأن يقدم لهم الانتصار في حلب كعيدية بمناسبة عيد الفطر، وان الحزب راح يحشد المقاتلين حول المدينة السورية الكبرى التي قال السيد نصرالله في خطابه الاخير انها مفتاح النصر في سوريا والطريق الوحيد المؤدي الى دمشق.

وتضيف المصادر نفسها أنه من الواضح أن الإنتحاريين ومَن وراءهم يدركون ذلك، وبالتالي فإن هجماتهم الانتحارية اليوم في القاع وغدا في مكان آخر، فرض على الحزب إعلان الإستنفار العام في كل مناطق تواجده في بيروت والضاحية والبقاع والجنوب، 24 ساعة على 24 ساعة، ما ألزمه بوقف ارسال المقاتلين على جبهة حلب.

ويذكر أن “حزب الله” ألغى إحتفاله السنوي المركزي بليلة القدر في الضاحية الجنوبية تحسبا وإحترازا.

عمر حبنجر