عرف مصطفى ي. الملقّب بـ "خطّاب" كيف يحوّل مهنته وهوايته في التدريب على رياضة الـ "كيك بوكسينغ" مصيدة لـ "الداعشيين". ففي المعهد الرياضي الذي يملكه والده في طرابلس، كان يتردّد الكثير من المنتمين إلى "داعش".
كانت مهنة الـ "كيك بوكسينغ" تستهوي التنظيم. ولهذا السبب، انهالت عليه "العروض". فما إن وطأت قدما الأيوبي سوريا حتى اتّصل به، وطلب منه وعداً بأن يقدّم البيعة إلى "داعش" بمجرّد وصوله "أرض الخلافة" في سوريا أو العراق. الأمر لم يتوقّف عند البيعة، بل تعهّد له الرّجل أنّه سيتولّى مهمّة تدريب عناصر التنظيم على الفنون القتاليّة واللياقة البدنيّة بسبب خبرته في هذا المجال.
ولأنّ "خطّاب" لم يستطع الوصول لـ "أرض الخلافة" مع أحد أصدقائه، فإنّه أبقى على خدمة التنظيم. وصار الشاب الطرابلسي يرفد ويزوّد أصدقاءه عبر تطبيق "تلغرام" بكلّ جديد في عالم رياضة التسلّق واللياقة البدنيّة.
كان هدف الشاب الثلاثيني الانتقال مع زوجته ذات الأصول الفرنسيّة وولديه الاثنين إلى الأراضي التي يسيطر عليها "داعش"، لأنّه مقتنع بضرورة قيام الدّولة الإسلاميّة والقتال إلى جانبها لتتمدّد وتتوسّع حدودها لتشمل كل الأراضي التي يوجد فيها المسلمون، وفق ما قال. ولم يمنعه بقاؤه في لبنان من تنفيذ رغبته، خصوصاً بعد أن عرض عليه "أبو صهيب" القيام بعمل أمني في لبنان في حال عدم تمكّنه من الالتحاق.
حينها، بدأت رغبته تزداد بتنفيذ عمليّة انتحاريّة ضدّ الشيعة أو العلويين الذين يعتبرهم "مشركين بالله"، وذلك "من أجل أن تكون راية الإسلام شامخة". انتظر الشاب قليلاً ريثما تتغيّر الظروف لتنفيذ رغبته، إذ إنّه كان يعتبر أنّ لبنان هو "أرض رباط" إلى حين.
وعلى عكس "خطّاب"، لم تنتظر المديريّة العامّة للأمن العام أن تتغيّر الظروف، بل قبضت عليه منذ أيّام قليلة وحقّقت معه، ليتمّ توقيفه بعد مراجعة مفوّض الحكومة المعاون القاضي داني الزعني، بجرم الانتماء إلى "داعش".
السفير