.. متفلّتاً من كل مشاعر الإنسانية، ناسفاً لعلاقة الأبوّة الصافية المفترض أن يوفرها كلّ أب لإبنة، إنساق رجل ستيني وراء شهوتهه، وأقدم على إغتصاب إبنته في منزله مستغلّاً وجود زوجته خارج البلاد.
لم تكن عملية الإغتصاب تلك هي الوحيدة التي تعرضت لها الفتاة، لكن همجية والدها وشراسته المتزايدة، حملتها على تخطي خوفها وتهديداته، وإخبار والدتها بالأمر فور عودتها من السفر، حيث سارعت الأم الى التقدّم بشكوى ضد زوجها، فجرى توقيفه والإدعاء عليه بجرم إغتصاب ابنته القاصر بالعنف والتهديد.
أُخضع الوالد "أ. ن" (سوري، 64 عاماً) الى التحقيق، فاعترف بإقدامه على اغتصاب إبنته لمرّتين فقط، وأقرّ بأساليب تخويفه لها ليبقى خارج الملاحقة، أما آخر فصول العقاب والتعذيب النفسي، فتمثّل بإقدامه على قصّ شعرها لإرعابها إن فتحت فمها وأخبرت أحداً بما تتعرض له، مشيراً إلى أنّ زوجته كانت موجودة في سوريا في تلك المرّتين، بينما كان يستغلّ باقي أطفاله بإرغامهم على النزول إلى الشارع والتسوّل ليعودوا له بغلتهم يومياً.
ولدى إجراء الفحص المخبري للمتهم، جاءت النتيجة إيجابية لناحية تعاطي المخدرات من نوع المورفين، لكن الأب المرتكب أنكر أمام قاضي التحقيق ومحكمة الجنايات التهم المسندة إليه، زاعماً أن إعترافاته الأوّلية إنتزعت منه تحت تأثير الضرب، نافياً صحة ما ذكرته إبنته لناحية الإغتصاب عازياً تصرّفه لجهة قصّ شعرها، بمثابة عقاب لها نظراً لسلوكها السيء وخروجها مع شبان من دون إذنه.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري الخوري، جرّمت الوالد، وأدانته بإغتصاب إبنته وارتكاب أفعال منافية للحشمة معها، واستغلال أولاده القصّار في أعمال التسوّل وبتعاطي المخدرات، وأنزلت بنتيجة الحكم عقوبة الإعتقال بالمتهم لمدّة ثماني سنوات وتغريمه 10 ملايين ليرة وقضت بطرده من البلاد بصورة دائمة بعد إنفاذه العقوبة.
لبنان 24