حملت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخيرة جملة مواقف جديدة للسيد نصر الله توجه بها بالدرجة الأولى إلى جمهوره خاصة، وذلك بعد الإنتكاسات العسكرية الأخيرة التي مني بها الحزب في معارك حلب، وبعد الخناق المالي الذي يتعرض له الحزب منذ أشهر بعد قرار العقوبات المالية الأمريكية .
أكد نصر الله وبشكل غير مسبوق ارتباط الحزب ماليا بإيران، وذهب إلى الإعتراف المتعمد بالتمويل الإيراني للحزب، وذلك للحد من وطأة العقوبات المالية وتداعياتها على الصعيد الداخلي للحزب، فأن يعلن نصر الله تمويله من قبل دولة مثل إيران فذلك من شأنه أن يبعث على الإطمئنان الداخلي بعد التوتر الشديد الذي لحق بالجسم التنظيمي جراء العقوبات المالية، وليؤكد نصر الله إستقلالية الحزب المالية عن المؤسسات المالية في لبنان التي ما زالت تنفذ القرار الأمريكي ضد حزب الله، وأراد نصر الله بذلك طمأنة جمهوره بالدرجة الأولى واحتواء التداعيات التي ضربت الحزب جراء العقوبات المالية، وبالدرجة الثانية حاول الإيحاء بصمود الحزب أمام هذه العقوبات متسلحا بالمال الإيراني وحده .
من جهة ثانية غلب على خطاب نصر الله التماهي الكبير مع السياسات الإيرانية في المنطقة، حيث وضع نصر الله نفسه من جديد تحت إمرة الولي الفقيه ومتطلبات السياسة الإيرانية في المنطقة ليعلن من جديد المضي قدما في الحرب السورية ويعتبر معركة حلب هي معركة الدفاع عن لبنان وايران وسوريا .
وتعتبر مواقف السيد نصر الله هذه في خانة الولاء المطلق لإيران وبالتالي فإن أزمات الداخل اللبناني ومنها أزمة الملف الرئاسي تعتبر في آخر الإهتمامات حيث أن الأولويات لم تعد لبنانية ولا بشكل من الأشكال . إن هذا التطرف المتكرر في سياسات حزب الله يؤكد من جديد بوصلة الولاء الإيراني وبالتالي بات لبنان من وجهة نظر حزب الله مسرحا لتنفيذ السياسات الإيرانية وقاعدة الإنطلاق للمضي إلى أزمة المنطقة وتشعباتها للمزيد من التورط، وليس آخرها معركة حلب التي كلفت الحزب عشرات القتلى والجرحى وهي تلك المعركة التي يتباهي بها السيد نصر الله بالرغم من الإنتكاسة الكبيرة التي مُني بها الحزب مؤخرا .