اكدت مصادر قيادية متعددة في تيار “المستقبل” لصحيفة “الحياة” أن “زيارة زعيم التيار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري طرابلس، كان لها أثر إيجابي على إعادة لملمة وضع التيار في المدينة”.
ورأت أن “زيارة الحريري طرابلس والشمال هي خطوة أولى من الخطوات التي ستساعد على استعادة التيار المبادرة في المنطقة التي له أرجحية كبيرة فيها، لا سيما في السنوات الأخيرة، وبعد فشله في إنجاح اللائحة الائتلافية التي دعمها للمجلس البلدي في طرابلس”.
وشددت المصادر على أن “النتائج الإيجابية الأولية لحضور الحريري بفعل الإقبال الطرابلسي على الحضور، إن في الإفطارات، أو في لقاءات السحور التي أجريت للمناسبة يمكن التأسيس عليها لمتابعة تيار “المستقبل” تصويب حضوره وتواصله مع جمهوره في المدينة الذي انفك عنه في الانتخابات البلدية وصوت للائحة المنافسة برئاسة رئيس البلدية الحالي أحمد قمر الدين التي دعمها وزير العدل المستقيل أشرف ريفي الذي أخذ مسافة عن “المستقبل” والحريري في مواقفه السياسية”.
وأوضحت المصادر القيادية في “المستقبل” أن “أولى النتائج الإيجابية أن قمر الدين حضر إفطار أول من أمس، مع عدد من أعضاء المجلس البلدي الجديد، ثم حضر السحور الذي أقيم في حضور مئات الأشخاص، والتقى الحريري أمس في مقر إقامته، وأبدى قمر الدين ارتياحه إلى خطاب الحريري الذي خاطب فيه الطرابلسيين قائلاً أنه لم يأت ليعاتبهم و”أحترمكم وأحترم صوتكم، وعندما تنتخب طرابلس مجلسها البلدي نتعاون معه لمصلحة المدينة التي هي فوق كل اعتبار. وأعضاء المجلس البلدي كلهم إخواني وأصدقائي”.
وافادت “الحياة” أن “رئيس بلدية طرابلس أبلغ قياديين في “المستقبل” بأن “هذا هو الكلام الذي نريد أن نسمعه”.
وذكرت أنه “مقابل الرسالة الواضحة التي بعث بها الحريري إلى ريفي بانتقاده من دون أن يسميه حين تحدث عن موضة هذه الأيام أن كل الناس تشرح لنا ما هي الحريرية الوطنية ووصلت المواصيل إلى حد دعوة بيت الحريري كي يعودوا إلى الحريرية” ومطالبته بالكف عن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري، فإنه أكد انفتاحه على من صوت ضد خياره البلدي والتزم التعاون مع من فازوا فيه، وهذا كان له وقع فائق الإيجابية على الطرابلسيين عموماً.
وأشارت إلى أن “حضور الحريري في طرابلس أثبت أن لديه كاريزما في مخاطبة الناس، وأن طريقته في المخاطبة الشفافة للجمهور تحدث فارقاً نوعياً في إعادة التماسك لجمهوره الذي يحب إطلالته المباشرة، فضلاً عن أن اختلاطه بالكثير من المواطنين واستماعه إلى آرائهم وملاحظاتهم انعكس ارتياحاً إلى أنه غير مقفل على أي انتقاد أو وجهة نظر سواء في ما يتعلق بطرابلس أو بالوضع السياسي العام”.
ولاحظ أحد قياديي “المستقبل” أن زيارة طرابلس كشفت أن “الذين صوتوا ضدنا في الاستحقاق البلدي هم مثل الذين صوتوا مع اللائحة التي دعمناها من جمهورنا، وأنه لا بد من جهد يتبع هذه الزيارة لتكريس استعادة ثقة قسم من هذا الجمهور الذي كان تصويته احتجاجاً على بعض جوانب الأداء والممارسة ولم يكن خروجاً عن ثوابت السياسة الحريرية عموماً”. وقال قيادي آخر: “الناس تريد معرفة على أي أساس نأخذ خياراتنا السياسية. وحين يجرى شرح الأمور لها تبدي تفهمها وتتم معالجة عتبها ويتم شد عصب العلاقة معها”.
وأوضح غير مصدر قيادي في “المستقبل” أن “تشديد الحريري على دور الاعتدال الذي يتصدره في التصدي للأزمة السياسية في البلاد لقي على الصعيد السياسي في المدينة، صدى إيجابياً إذ إن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي رحبا بهذا الجانب من خطاب الحريري، خصوصاً أنهما يعتبران أن هذا الخط الوسطي هو الذي ينتميان إليه، فضلاً عن أن شريحة واسعة من الطرابلسيين مع هذا التوجه، إزاء ما تعرضت له المدينة من حروب ونمو ظواهر متطرفة فيها”.
وذكر أحد المصادر القيادية أن “زيارة الحريري ميقاتي أتت في سياق يتخطى التفاصيل الطرابلسية، على رغم أن التحالف معه في الاستحقاق البلدي كان أحد الاختبارات لهدف أكبر هو لملمة الأوضاع السنّية في البلد في مواجههة احتمالات بروز المزيد من التيارات المتطرفة، وتصليب الموقف السنّي في مواجهة تداعيات الحرب المستمرة في سورية على لبنان، في هذا المجال”.
وذكر المصدر نفسه أن “الاستنتاج بأن التلاقي مع ميقاتي هو مقدمة لتحالف على الصعيد النيابي مبكر، لأن الانتخابات النيابية ستجرى بعد سنة من الآن”.