بين عملها خارج البيت وداخله، تتعاظم مسؤوليات "المدام" وتزداد حاجتها لخدمات امرأة تساعدها في الأعمال المنزلية والاهتمام بالأولاد. لا تتخيّل "المدام" العصرية، التي ترتدي الثياب السينييه والكروشيه والبومبيه، وتتبوّأ مناصب محترمة في عملها، أنّ شريك عمرها لو فكّر بخيانتها فسيختار مدبّرة المنزل التي تخدمهم لتقاسمه الفراش... "إمبوسيبل"! يغار بعض من النساء على أزواجهنّ من نساء أخريات أجمل منهنّ، أو يتمتّعن بمكانة اجتماعية أفضل. وتعتقد المرأة عموماً أنّ زوجها، إن خانها يوماً، فسيختار له امرأة مثيرة وجذّابة وأنيقة وبتندقّلها النوبة. ولكن ماذا إذا خانها مع مدبّرة المنزل التي تنظر لها المدام على أنّها دون المستوى؟
عالم النجوم
في هوليوود، انتهت زيحاتٌ عدّة بسبب علاقة غرامية بين النجم ومربّية الأطفال. فلم تكن أنجلينا جولي ولا مونيكا بيلوتشي أو جيسيكا ألبا وراء خيانة الممثلين أرنولد شوارزنيجر، إيثان هوك، جود لو، بن أفليك، غافن روسدال وغيرهم لشريكاتهنّ الشهيرات، إنّما المربية!
بعيداً من النساء المخمليات اللواتي يتنافسن على السجّادة الحمراء، اختار هؤلاء النجوم الاختلاء بالمرأة التي تخدم في منزلهم، واستسهلوا وجودها في متناول يدهم، داخل أسوار جدرانهم، بمنأى من كلام الناس وعيونهم. ولكنّ صخب هذه العلاقات الثائرة الخائنة التي حطّمت الممنوع، لا يبقى مطوّلاً خلف الأبواب المغلقة وسرعان ما يُسمع صداه في الخارج.
ضجّ العالم العام الماضي بخبر انفصال الممثلة الجميلة جينيفر غارنر عن الممثل بن أفليك بعد زواج دام 10 أعوام وأثمر 3 أطفال. اتجهت الأنظار نحو المربية السابقة لأطفال الثنائي، الأميركية كريستين أوزويان، التي كشفت في الإعلام عن علاقة تجمعها بأفليك. وهي باتت تقطن جناحاً في فندق 5 نجوم في لوس أنجلس وتقود سيارة "لكسوس" لا تقلّ قيمتها عن 50 ألف دولار بعد إغوائها النجم العالمي!
بدوره، لم يتمكّن الممثل أرنولد شوارزنيجر من المحافظة على زواجه من ماريا شريفر الذي دام 25 عاماً. ففي عام 2011 أعلنت مدبّرة منزلهما ميلدريد بايينا للعالم بأسره أنّ أرنولد هو أبو ابنها جوزف البالغ من العمر 18 عاماً.
ويدوّن التاريخ الهوليوودي انفصال الممثلة أوما ثورمان عن زوجها الشهير إيثان هوك بعد زواج دام 8 سنوات، ليتزوّج مربية طفلتيهما ريان عام 2008. وتكثر الأمثلة في هوليوود وخارجها.
الأرقام تفضحهم
ليس النجوم وحدهم مَن ينجذبون إلى المربية ومدبّرة المنزل، إنّما يشكّلون فقط نموذجاً من نماذج عديدة. الأرقام تؤكّد أن هذا هو حال الغالبية الساحقة من الرجال. فقد أجرى موقع "فيكتوريا ميلان" للتعارف الى شركاء خارج نطاق الزواج، دراسة حول انجذاب الرجل إلى مدبّرة منزله ومربيّة أطفاله. شملت الدراسة 3652 رجلاً، وأكّد 82 في المئة منهم أنهم سبق وتخايل كلّ منهم نفسه على علاقة مع المرأة التي تدبّر شؤون منزله.
وعلّل انجذابه الى الحنان والإهتمام اللذين تحملهما هذه المرأة لأولاده. أمّا السبب الثاني فهو أنّها "جميلة ومثيرة"، وذكر رجال آخرون صغر سنّ المدبرات كأحد العوامل التي أثارتهم.
جدار بين الواقع والخيال
عدد كبير من هؤلاء الرجال اقتصرت علاقته بالخادمة على الأحلام. هم اكتفوا بالتفكير بها ولم يتجرّأوا على اجتياز عتبة الواقع وعلى تحويل "الفانتاسم" إلى حقيقة، فكبحوا رغباتهم. ولكن نسبة 32 في المئة من الرجال فعلوها. هم حوّلوا تخيّلاتهم الجنسية مع المربية إلى واقع، فأقاموا علاقة جنسية معها في منزلهم الزوجي.
ويرى أكثر من 60 في المئة من الرجال الذين شملهم الإحصاء أنّ إنجذابهم إلى المربية متبادل وأنّها ستكون على استعداد لتلبية رغباتهم ولن تمانع في إقامة علاقة جنسية معهم. وتُظهر الأرقام أنّ الرجال يدركون غيرة زوجاتهم من هذه الأخيرة، ويعتقد 96 في المئة منهم أنّ نساءهم يعمدن الى اختيار مدبّرة غير جذّابة وذلك خوفاً من وقوعهم في أحضانها.
استغلال متبادل
تلفت غادة (35 عاماً) إلى أنّها لا تحبّ استقدام امرأة لتمكث في بيتها الزوجي وتساعدها في تربية أولادها. وتشير في حديثها لـ"الجمهورية" إلى أنّ "هدف عدد من هؤلاء النساء هو اصطياد "المِستر".
وفي حالات أخرى، "المِستر" هو مَن يجري وراء الخادمة ويتهافت لكسب بضع دقائق في أحضانها خلال غياب زوجته عن البيت". وتوضح: "العلاقات المميّزة مع ربّ الأسرة تضمن للخادمة الحصول على امتيازات وتُشعرها بالتقدِّم على المدام".
وإذا كانت غادة قد رأت في العلاقة بين المدبّرة والزوج منفعة لهذه المرأة، يذهب الطبيب النفسي والأستاذ في جامعة "أدلفي" في نيويورك لورانس جوزف ليؤكّد أنّ "الرجل هو مَن يستغلّ العاملة". ويرى أنّ "نزعة الرجل إلى خداع شريكته مع المربية سببها ميله إلى تعدّد الزوجات". ويلفت إلى أنها "ببساطة نزعة الذكور لاحتكار الإناث رغبةً في زيادة التناسل".
ويكشف الطبيب النفسي أنّ الذكور النرجسيّين هم التواقون إلى عيش رغباتهم المكبوتة مع المربية، وذلك "شكل من أشكال الاستغلال، كما في كلّ حال يسيء فيها صاحب عمل استخدام سلطته للحصول على خدمات جنسية من الموظفة لديه".
ويعتقد أنّ "تخطّي الرجل مرحلة التفكير إلى التنفيذ خطوة مهمّة للغاية"، فيشرح أنّه "حتى لو كان لمعظم الرجال فانتاسم جنسي بالنوم مع جليسة أطفالهم أو الخادمة، إلّا أنّ قسماً كبيراً منهم لا يأخذ زمام المبادرة ليحوّل الحلم حقيقة".
(الجمهورية)