يحيي «حزب الله» اليوم الجمعة ذكرى مرور أسبوع على مقتل 31 مقاتلاً في صفوفه، في جنوب حلب خلال معارك استمرّت لاكثر من 120 ساعة مع جبهة «النصرة» وحلفائها.
واذا كانت الكلفة الموجعة التي تَكبّدها الحزب في تلك المواجهات هي الأكثر حضوراً في هذه الذكرى، فإن الغائب الأبرز عنها سيكون جثامين المقاتلين الذين لم يستطع الحزب استعادتهم من أرض المعركة.
وأمام «النعوش الخاوية» لأولئك المقاتلين، تجري اليوم مقاربة ما حدث في الريف الجنوبي لحلب وسط معلومات عن ان ردّ «حزب الله» سيكون في دير الزور خلال مدة لا تتعدى الشهرين عبر هجومٍ بدأت الاستعدادات له.
وعلمت «الراي» ان «جبهة النصرة» وحلفاءها أرسلوا صوراً لمقاتلي «حزب الله» وهم قتلى الى ذويهم من خلال الهاتف المحمول الذي كان في جيْب كل مقاتل من مجموعات الحزب.
وفُهم في هذا الاطار ان «حزب الله» تأكّد من مصرع مقاتليه بعدما قام بفحص الصور التي وصلتْ الى عائلاتهم، وهو الأمر الذي اعتبره دليلاً كافياً للإعلان عن وفاتهم.
وثمة مَن يقول في هذا السياق ان من عادة «حزب الله» عدم الاعلان عن مقتل أيّ من أفراده ما دام لم يستردّ الجثة او يتأكد من مقتله على نحوٍ حاسمٍ في ضوء تجارب ميدانية لمفقودين كانوا يعودون أحياء.
وتحيي قرى عدة اليوم، خصوصاً في جنوب لبنان وبقاعه ذكرى مرور اسبوع على سقوط أبناء منها في معارك «حزب الله» في الريف الجنوبي لحلب، وسط اهتمام وسائل الاعلام برصْد حال الاهالي هناك.
وطير دبا (الجنوب)، التي قُتل منها سابقاً القائد العسكري لـ «حزب الله» عماد مغنية ونجله وعشرات من المقاتلين في أوقات مختلفة، تحيي بدورها اليوم ذكرى سقوط اثنين من أبنائها في تلك المعارك، واحد من آل مغنية وآخر من آل حيدر.
ويقول ذوو هؤلاء ان «حزب الله» تَأكد من مقتل أبنائهم، وان المواجهة التي يخوضها الحزب في سورية مصيرية وضرورية: «نحن نفتقد أبناءنا من دون شك، إلا اننا نعتقد ان عناصر النصرة وداعش كانوا ليقرعوا أبواب مدننا في الجنوب لو لم يذهب أبناؤنا اليهم في سورية».
وتكشف مصادر في جنوب لبنان لـ «الراي» عن ان «حزب الله» و«جبهة النصرة» سرعان ما ينخرطان في التفاوض لتبادُل الأسرى والجثث بعد ان يهدأ القتال، وهي مفاوضات غالباً ما يدخل على خطها البدل المادي وأحياناً إطلاق أسرى من سجون دمشق او إدخال مواد غذائية او مستشفى متنقّل للمسلحين. وتوحي التجارب السابقة بأن المفاوضات تستمرّ طويلاً، وهو ما تؤكده عائلات من جنوب لبنان تقول ان جثامين لأبنائها موجودة لدى المسلّحين منذ أكثر من سبعة أشهر في انتظار نضج عملية التبادل.
اما اولئك الذين سقطوا في المواجهات مع «داعش» فإنه، بحسب العرف المعلوم، لن تعود جثثهم، لان «داعش» لا يتفاوض ولا يعطي اي كرامة للقتيل بعكس «النصرة» التي تطالب بجثث قتلاها لاعتباراتٍ تتعلق بمراعاة الأهالي وبسياستها التي تحرص من خلالها على تقديم نفسها على أنها جزء من المجتمع السوري.