زفّوا الشهيد إلى الجنان فقد سعا
ترك الأحبّة نحو خلدٍ مسرعا
لا تجزعوا عند الشهيد فإنّه
نحو الشهادة والجنان تطلّعا
لم يقتلوه وإنّما قُتل الذي
فوق الجماجمِ جالسا متربِّعا
إنّ الشهيدَ برزقهِ متنعِّم ٌ
وتُموتُ أنت مذلّة ً وتوجُّعا
يا ظالما ً جئت الفظائع كلّها
أمسيت في علم الجرائمِ مرجِعا
بالشعب نفّذت الشناعة كلّها
عند الوغى كم كنت فأراً هيرعا
لحراسة المحتل كلب ٌ مخلص ٌ
ولصرخة ِ الأطفال ِ صِحتَ تمنُّعا
لم تبقِ للعقلاء أيّ وسيلة ٍ
للظلم صرت مصدِّرا” ومصنِّعا
أ لأجل ِكرسيكَ الذي أُورِثتهُ ..
أوغلت في جسد الصغار مقطّعا !
قد أَعجَزتْ أصنافُ بطشك كلّ ذي
أدب ٍ , وحيّرت الفصيح المِصقعا
— — —
يا من قَدِمت َ الظلمَ تسترُ قبحه ُ
يا كلَّ قبح ٍفي مليكك َ جُمِّعا
عُرِِّيت أيضا”يا خسيس وفقته
خزيا ً وعارا ً للعيان ِ مُشرّعا
ما أُظهِرَتْ فيك البشاعة ُ إنّما
شرّ ٌ يلاقي في لسانكَ مرتعا
في فيك مزمار ٌ وبوقك ناعق ٌ
أُشبِعْتَ من بئر النفاق تجرّعا
ما هزّك الطفل ُ القتيل ُ وأمه ُ
للظلم صرت مناصرا ومشجِّعا
بعت َ الضميرَ أيا صغيرُ بحفنة ٍ
وقضيتَ عمرك كاذبا ً و( ممعمعا )
إن كنت بالتلفيق تبدو مقنعا ً
عند الحساب فلن تكون مُقَنّعا
— — —
شبه الشيوخ يتاجرون بلحيةٍ
باتوا لظلّام البلاد مراجعا
لبسوا عمامة شيخهم وتنافسوا
من ذا يقدم للطغاة ذرائعا
ما كلُّ من رفعَ الأذانَ مُؤمَّن ٌ
حتّى وإن أمضى سنينا” راكعا ..
من لم يكن من جرحنا متوجِّعا”
لا لن ينالَ من الصلاةِ منافعا
يا ربّ كلّ منافذ ٍ قد أغلقت
و يظلُّ بابك ياإلهي واسعا
ذا دعوة المظلوم لست تردها
أفهل هنالك للإجابةِ مانعا؟!
ندعوك أنت مجيبنا وكفيلنا
سلّط على الظلَّام سيفا ً قاطعا
لا تبقِ للجزار ِ موقعَ إصبع ٍ
واتبعْ به ِ من كان عنه مدافعا
شعر ظافر صالح الصدقة