أخذت ردود فعل إيران وعدد من الجماعات العربية الموالية لها على مبادرة السلطات البحرينية بإسقاط الجنسية عن رجل الدين الشيعي عيسى قاسم منحى التهديد الواضح، معيدة إلى الأذهان أجواء التوتر التي كانت قد أشاعتها ردود الفعل الشيعية المتشنّجة على إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر، والتي أفضت إلى موجة تضامن عربية وخليجية واسعة مع الرياض.
وصدرت التهديدات والتحريض على العنف وإثارة الاضطرابات بالشارع البحريني، عن الحرس الثوري الإيراني، وعن جماعة حزب الله في لبنان، وجماعات شيعية عراقية أبرزها التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، وعصائب أهل الحق المنشقّة عن التيار ذاته بقيادة قيس الخزعلي.
وتنطوي تلك التهديدات التي تعبّر عن تعاطف على أساس طائفي مع الشخصيات البحرينية المستهدفة بالإجراءات الحكومية والمدانة بمقتضى أحكام قضائية، على مفارقة تتمثّل في أنها تعطي مصداقية كبيرة لسلطات البحرين التي تتهم شخصيات سياسية ودينية شيعية من بينها عيسى قاسم بالولاء للخارج والتواطؤ معه، وبتأجيج نوازع الطائفية داخل المجتمع البحريني، وأيضا بإقامة معارضة سياسية على أسس دينية واستغلال السلطة الروحية لبعض الشخصيات لإضفاء هالة من القدسية على أفكار تلك المعارضة.
كما تكشف التهديدات عن وجود تنسيق واسع تؤطره إيران بين الميليشيات وجماعات الإسلام السياسي الشيعي من البحرين إلى العراق، مرورا باليمن ولبنان.
وقال الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء في بيان إن القرار الذي اتخذته المنامة ضد عيسى قاسم «سيؤجج نيران حركة ثورة إسلامية في البحرين وسيشكل ثورة مدمرة».
كما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ضمن الحرس الثوري قوله «أي اعتداء على الشيخ عيسى قاسم سيواجه بمقاومة مسلحة غير مسبوقة».
ومن جهته دعا قيس الخزعلي قائد ميليشيا عصائب أهل الحق في العراق إلى تبني «خيار العنف المسلح» ضد الحكومة البحرينية. كما أكد الخزعلي وقوف «الحشد الشعبي» في العراق مع الخيار المسلح» لنصرة إخواننا في البحرين».
أما رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي يعرض نفسه كزعيم شيعي معتدل، فدعا البحرينيين الى «الاستمرار في ثورتهم البيضاء وعدم التراجع أمام هذه الضغوطات الظالمة».
العرب