وسط توقعات للانفراج في الأزمة السورية بعد الاتفاق الروسي الأمريكي الذي لا حيلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا الالتحاق به والقبول بمضمون هذا الاتفاق الذي يُتوج بتنحية بشار الأسد، وفي نفس الوقت الذي يجد اليمنيون فرصة لإنهاء الأزمة اليمنية بفضل الوساطة الكويتية ولكن يبدو أن المنطقة أصبحت حبلى للمزيد من الأزمات والتوترات، والدليل على ذلك هو مبادرة دولة البحرين المستفزة لسحب الجنسية من رجل الدين الشيخ عيسى قاسم.

ويُعتبر هذا القرار غاية في الاستفزاز والانتهاك بحقوق الانسان، فإن تاريخ العصر الحديث والقانون الدولي لم يعهدا عقوبة تحت عنوان سحب الجنسية عمن لديه جنسية أصلية وغير مكتسبة عبر اللجوء و ما شابه ذلك. نعم من حق الدول سحب الجنسية التي تم منحها للاجئين عقوبة على محالفته للقوانين والمعايير، ولكن سحب الجنسية عن المواطنين الأصليين مرفوض من منئار القانون الدولي.

والاسلوب الظلامي الذي تنتهجه دولة البحرين في سحب الجنسية من مواطنيها أثار سخطاً شعبياً حيث تجمع مواطنون بحارنة أمام منزل الشيخ قاسم منددين قرار سحب الجسنية من الشيخ وإجلائه من الوطن.

وسبق سحب جنسية الوكيل الشرعي لآية الله السيد السيستاني في البحرين رجل الدين الشيخ النجاتي قبل عامين ما جعله مضطراً للإقامة في بيروت. وقيل وقتها بأن الشيخ النجاتي لديه جذور إيرانية لتبرير إخراجه من دياره بغير الحق. ولكن القرار الأخير بحق الشيخ عيسى قاسم لم يُبق مجالاً للشك في أن الحكومة البحرينية إنما تريد الاستفزاز ولا الاستقرار والتصالح.

وبما أن الشيخ قاسم يتولى مهمة الوكالة الشرعية من قبل السيد خامنئي فإن الإيرانيين يعتبرون هذا القرار مسيئاً للغاية، وتم ترجمة هذا الشعورفي الرسالة غير المسبوقة التي أرسلها الجنرال قاسم سليماني بعد ساعات من وصوله إلى حلب قادماً من الفلوجة.

إن رسالة قاسم سليماني لها دلالات خطيرة ويبدو إنها موجهة إلى المملكة السعودية أكثر مما هي موجهة إلى البحرين، لأنه يرى بأن هكذا قرارات يتم اتخاذها بفعل الضغط السعودي.

وقال سليماني، في بيان له، نشرته وكالة “فارس” للأنباء: “لاشك أنهم يعرفون جيداً أن التعرض لحرمة آية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب، يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأسرها، ولن تبقي مثل هذه الممارسات خياراً للشعب إلا المقاومة المسلحة والتي سيدفع آل خليفة ثمنها”.

ولكن اللواء سليماني يعرف جيداً بأن الشعب الإيراني لم ينزلق نحو المقاومة المسلحة بعد أن أبعد الشاه زعيم الحركة الثورية الإيرانية الإمام الخميني إلى تركيا وثم إلى العراق وصولا إلى فرنسا وقضى الإمام الخميني 15 عاماً في المنفى من دون أن يدعوا الشعب الإيراني إلى المقاومة المسلحة. فما ذا حدى مما بدى؟ هل موقع الشيخ قاسم الآن بات أهم من موقع الامام الخميني في الستينيات والسبعينيات؟ كلّا.

نعم لا شك في أن إقدام الحكومة البحرينية إلى سحب جنسية الشيخ قاسم ليس معقولاً ومنطقياً وبل إنه مدان وحتى المملكة السعودية التي عاقبت الشيخ النمر أِشد العقوبات ظلماً وهو الإعدام، لم تقدم على سحب جنسيته السعودية.

وبالرغم من أن قرار سحب جنسية الشيخ خاطئ ولكن هذا الخطأ لن يبرر خطأ أفدح وهو الللجوء الى المقاومة المسلحة التي تكلف الشعب البحريني أرواحهم وممتلكاتهم. إن هناك مثل إيراني يقول الدم لا يُغسل بالدم!

إن رسالة اللواء سليماني توفر ذريعة لدول تدعي بأن إيران تتدخل في شؤون جيرانها وسوف تعمق الفجوة بين الشيعة والسنة وتعرّض الشيعة إلى المزيد من الضغوط التي تمارسها الحكومة ضد الشيعة وهم يشكلون الأغلبية الساحقة.

وبعيد نشر رسالة اللواء سليماني حذّر مدير المكتب السياسي في ديوان الرئاسة الإيرانية من الوقوع في أفخاخ الآخرين الذين يريدون جر المنطقة إلى العنف ما يؤدي إلى إجهاض الثورة البحرينية السلمية.

ظلماً وهو الإعدام، لم تقدم على سحب جنسيته السعودية.

وبالرغم من أن قرار سحب جنسية الشيخ خاطئ ولكن هذا الخطأ لن يبرر خطأ أفدح وهو الللجوء الى المقاومة المسلحة التي تكلف الشعب البحريني أرواحهم وممتلكاتهم. إن هناك مثل إيراني يقول الدم لا يُغسل بالدم!

إن رسالة اللواء سليماني توفر ذريعة لدول تدعي بأن إيران تتدخل في شؤون جيرانها وسوف تعمق الفجوة بين الشيعة والسنة وتعرّض الشيعة إلى المزيد من الضغوط التي تمارسها الحكومة ضد الشيعة وهم يشكلون الأغلبية الساحقة.

وبعيد نشر رسالة اللواء سليماني حذّر مدير المكتب السياسي في ديوان الرئاسة الإيرانية من الوقوع في أفخاخ الآخرين الذين يريدون جر المنطقة إلى العنف ما يؤدي إلى إجهاض الثورة البحرينية السلمية.