ارتدادات الانتخابات البلدية كلفت بلدة جويا دماء أحد ابنائها وحرمت أولاده من حنان الوالد.
صور اليوم حزينة، تحاول لملمة جراحها بعدما خسرت احد شبابها الذي أصيب من طريق الخطأ برصاصة أثناء مروره في حي الرضا حيث وقع اشكال تعود جذوره الى تاريخ الانتخابات، ليسقط حسين الدايخ مضرجاً بدمائه على "شفير" دولة السلاح المتفلت!
روايات ابناء البلدة كثيرة، لكن الشيء الأكيد أن رواسب ما حصل تعود الى الانتخابات البلدية.
وعن ذلك شرح أحد ابناء جويا قائلاً: "انقسم ابناء بلدة جويا بين لائحتين أثناء الانتخابات، عائلتا طاهر والصعيدي في مواجهة عائلتي الدايخ والجمّال، لم تمر نتائج الانتخابات يومها على خير، حصل لغط على صندوقين، وصدرت النتائج بفوز عائلة الدايخ في البلدية مع خرق لشخصين من اللائحة المنافسة، لتبدأ الاشكالات البسيطة، والحقد بين الطرفين، الذي تفجر ليل أمس".
ويقول مصدر أمني لـ"النهار" إن "اشكالاً حصل بين عضوي المجلس البلدي محمد د. وعباس ز.، بعدما وصلت معلومات الى محمد أنه تعرض للشتم وان هناك مسلحين في منزل مختار البلدة فما كان منه الا أن اتصل بالمختار الذي نفى الموضوع.
عرف عباس بالأمر فهدد محمد، لينزل بعدها شبان الى ساحة البلدة ويبدأ الاشكال حيث تطور الى اطلاق نار، قتل خلاله حسين (38 عاماً) وهو لا علاقة له بأحد، وصودف انه كان ماراً في المكان الخطأ".
وأضاف: "لم يتم توقيف أحد إلى الآن والتحقيق جارٍ باشراف القاضية رلى عثمان".
عائلات في مهب الاشكال
تفاصيل عدة يتداولها ابناء جويا عن بداية الاشكال وتطوره من دون ان يحسم احد انه انتهى.
ويقول مصدر مطلع أن "قاسم ل. افتعل اشكالاً في الحي الذي يقطنه آل الصعيدي فما كان من أفراد منهم الا ان ابرحوه ضرباً وكسروا سيارته، عندها هاجمت مجموعة من عائلتي دايخ وجمال الحي نحو الساعة الأولى والنصف بعد منتصف الليل، وبدأ اطلاق النار بشكل عشوائي بينها وبين افراد من عائلات مختلفة، والحصيلة قتيل وجريحان".
و أضاف " للاسف حسين الذي اصيب برصاصة في رأسه لا علاقة له بالاشكال ولا بحركة امل، كان ماراً في المكان حين دفع ثمن ما لم يرتكبه، وقد نقل إلى مستشفى جبل عامل حيث فارق الحياة".
"قبل موته ليس كما بعد"
الاوضاع في البلدة متوترة إلى أقصى الحدود، و" قوة من الجيش اللبناني ضربت طوقاً أمنياً في المكان خوفاً من تدهور الوضع الى ما لا تحمد عقباه"، وفق شهود عيان. مختار بلدة جويا وقريب حسين ابراهيم الدايخ أكد لـ"النهار" أن "حسين الذي يعمل دهاناً والأب لاربعة أولاد (ثلاث فتيات وولد) كان في طريقه لجلب عائلته الى المنزل مشياً على الاقدام حين اصيب، وأن لا علاقة له بالاشكال لا من قريب ولا من بعيد".
أما جارته فلفتت الى ان "خسارة حسين لا تعوّض، فهو شاب هادئ خلوق لم يفتعل اي اشكال عندما كان على قيد الحياة، شباب المنطقة يقولون انه خرج لشراء مناقيش لعائلته وقت السحور، الاحاديث كثيرة عن الاسباب التي جعلت بركان الحقد بين الاطراف المتناحرين يعاود قذف حممه لكن الشيء الاكيد انه بعد وفاة ابن الدايخ ليس كما قبله، ولن تسكت العائلة وتترك دم ابنها يذهب هدراً، وما نخشى منه ان يفتح باب الثأر وندخل في دوامة دموية لا تعرف نهايتها".
النهار