هل وصلنا إلى نهاية موضة مسلسلات الإنتاج العربي المشترك؟ سؤال طرحته نتيجة استفتاءات أكبر شركتي إحصاء في لبنان GFK وإيبسوس مع انقضاء الأسبوع الأول من شهر رمضان، وتحقيق مسلسلات محلية المراتب الأولى، وتراجع مسلسلات الإنتاج العربي المشترك إلى مراتب متأخرة، ما يؤشر إلى ملل المشاهد من هذه الإنتاجات.
ثلاثة إنتاجات عربية مشتركة تعرض هذا العام، يطغى عليها العنصران اللبناني والسوري، والعنصر المصري لزوم التسويق، من «يا ريت» لأبطاله مكسيم خليل، باميلا الكيك، ماغي بوغصن وقيس الشيخ نجيب، إلى «نص يوم» لبطليه نادين نسيب نجيم وتيم حسن، إلى «جريمة شغف» لقصي الخولي، أمل عرفة ونادين الراسي، ثلاثة إنتاجات تقول إحصاءات الشركات المتخصصة في رصد نسب المشاهدة على الأراضي اللبنانية إنها تأتي في ذيل القائمة، رغم أنها تثير الكثير من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تعد مؤشراً على نسبة المشاهدة، على اعتبار أن ليس كل المشاهدين روّاداً لهذه المواقع.
صدقية الأرقام هذا العام كان الغريب تطابق نسب مشاهدة المسلسلات في لبنان بين الشركتين، المتهمتين أصلاً بأن لكل منهما حساباتها التي تتبع محطات تلفزيونية بعينها، ما يؤشر إلى صدقية هذه الأرقام، رغم أنها تعكس المشاهدة على محطات التلفزيون، وتهمل المشاهدة عبر اليوتيوب التي باتت تجذب شريحة كبرى من متابعين يهربون من الإعلانات التجارية، أو اولئك الذين لا توافقهم مواعيد عرض المسلسلات.
فقد حلّ في المرتبة الأولى، وفق إحصاءات «إيبسوس»، المسلسل اللبناني «مش أنا» لبطليه كارين رزق الله وبديع أبو شقرا، وفي المرتبة الثانية «وين كنتي» لبطليه كارلوس عازار وريتا حايك، رغم أن المشاهد اللبناني اعتاد ألا يصفّق كثيراً لإنتاجاته المحلية، بل اعتاد على ممارسة أقسى أنواع النقد بحقّها.
في المرتبة الثالثة، بدا «باب الحارة» في موسمه الثامن متربعاً على عرش الصدارة، يليه «صرخة روح» بجزئه الرابع، الذي لا يزال قادراً على جذب المشاهد بقصص الخيانات والخيبات، مع الإشارة إلى أنه قدّم في الأسبوع الأوّل من رمضان سباعية لبنانية خالصة لناحية الأبطال رغم أنه صوّر في اللاذقية.
طوق البنات في المرتبة الخامسة، حلّ مسلسل البيئة الشامية «طوق البنات» في موسمه الثالث، متكئاً على نجاح الموسمين السابقين، في حين أخفق المسلسل الذي ينتمي إلى الفئة ذاتها «خاتون» في تحقيق نسبة مشاهدة مقبولة فحلّ عاشراً.
في المرتبة السادسة، حلّ برنامج «رامز بيلعب بالنار» الذي لا يزال يحافظ على نسبة مشاهدة مرتفعة رغم كل الانتقادات التي طالته، أما في المراتب السابعة والثامنة والتاسعة، فحلّت مسلسلات الإنتاج العربي المشترك على التوالي «نص يوم»، «يا ريت» و«جريمة شغف»، التي عجزت عن التربع على عرش صدارة المسلسلات الأكثر مشاهدة. إحصاءات GFK بدورها لم تختلف كثيراً، فقد احتلت فيها مسلسلات الإنتاج العربي المشترك المراتب الـ9 والـ10 والـ11.
تشكيك بالإحصاءات القيّمون على هذه المسلسلات سارعوا إلى التشكيك بالإحصاءات وتأكيد أن لكل شركة إحصاء حساباتها الخاصة، إلا أن من المؤكد أن للجمهور أيضاً حساباته، إذ يبدو واضحاً من خلال التعليقات الواردة إلى هاشتاغات المسلسلات أن ثمة تململا من اقتباس الأفلام الأجنبية وتحويلها إلى مسلسلات يعرف المشاهد أحداثها سلفاً، فضلاً عن شعور المشاهد أن ما يعرض على الشاشة لا يشبهه، ما يفسّر الاتجاه إلى الإنتاجات المحلية التي وإن أخفقت، تبقى الأكثر قدرة على نقل صورة تشبه المشاهد أو تتماهى بالحد الأدنى معه.
فهل نقول قريباً وداعاً للإنتاجات العربية المشتركة، أقلّه في ماراثون رمضان الدرامي؟
القبس