"ميّار" شخصية جديدة يرتديها ويتماهى معها الممثل تيم حسن إلى جانب الممثلة نادين نسيب نجيم، وأويس مخللاتي، وفادي أبي سمرا، وجهاد سعد، وشربل زيادة، وعمر ميقاتي وأنجو ريحان، في مسلسل "نص يوم" (كتابة باسم سلكا، وإخراج سامر البرقاوي، وإنتاج شركة "صبّاح للإعلام"). تضاف شخصية "ميّار" إلى سجل أعمال حسن المختارة بعناية. يكتفي الممثل السوري بعمل أو اثنين كلّ عام، فما الذي قد يدفعه إلى تغيير هذه الاستراتيجية؟ يشرح تيم حسن في حوار خاص لـ "السفير" التحدي في أدائه شخصية ميّار ويشرّحها. ماذا عن ابتعاده عن الدراما السورية والأعمال التاريخية وكيف يروي ما يحصل في سوريا؟
تطلّ سنوياً عبر عمل واحد أو عملين على أبعد تقدير. ما الذي قد يدفع بك إلى تغيير هذه الاستراتيجية؟
لا يكسر قاعدتي هذه إلا وجود عرض لا يمكن تجاهله. حين يحضر العمل الفني المهم عندها يحضر الاستثناء.
السباق الرمضاني مجحف بحق الكثير من الأعمال. أي عمل يستفزّك إيجاباً لمتابعته؟ وما هي العناصر التي تدفعك لمتابعة مسلسل دون سواه؟
يزدحم رمضان بالأعمال الدرامية، واعتدت خلال السنوات الأخيرة أن لا أتقصّد متابعة مسلسل محدد إلا في ما ندر بل أنتظر سماع الآراء التي غالباً ما تتضح بعد الأسبوع الأول من الشهر الكريم. أفضّل غالبًا مشاهدة أعمال مَن أحبّ من ممثلين ومخرجين وكتّاب بعد رمضان بتروٍ، أياً كان الحكم عليها. أما بالنسبة إلى عناصر العمل، فأتمنى متابعة الأعمال المتكاملة الجهد والأركان، وهذا لا يختلف عليه اثنان، بحسب وجهة نظري.
ماذا تشكّل شخصية ميّار في مسيرة تيم حسن؟ وأين يكمن التحدي فيها؟
هذه الشخصية قليلة الوجود في الحياة العملية الجافة، وكأنّها قطيعة بين عصرين: عصر الموت عشقاً وحبّ النظرة الأولى واللمسة الأولى، وعصر البرودة والقيم المستوردة بدمها البارد بشكل عام. المشكلة أنّ الفرق بين العصرين هو عشر سنوات أو خمس عشرة سنة على أبعد تقدير، وقد شهدنا تغيّرنا أمام أعيننا بين العصرين. المشكلة في الأساس هي في تقبّلي لهذا الكاريكاتير وتصديقه والإيمان به، ما اقتضى مني العمل بجهد على نفسيّة ميّار وشكله. أتمنّى أن أكون وُفِّقت في إيصال أبعاد هذه الشخصية.
ما هي أصعب المَشاهِد في المسلسل؟
المشروع متعدّد الصعوبات فأماكن التصوير متنوّعة ما يسبّب تعباً، ناهيك عن المنعطفات النفسيّة التي تتطلّب تحضيرًا فيزيولوجياً وذهنياً لتصل بشكل حقيقي لمشاهدنا المترصّد والمتطلّب.
هل "نص يوم" هو أفضل الأعمال التي عرضت عليك أم أنّ الارتباط الأخلاقي بالشركة المنتجة هو سبب قبولك المسلسل؟
تكامل العناصر يدفعني لقبول أي عمل. شركة مرموقة، ومخرج متميّز، ونصّ "متعوب عليه" نقاطُ في غاية الأهمية لأضع توقيعي على العمل.
أيّ نقد تنتظر حول العمل وممن؟
من الجميع وباحترام شديد. تصلنا كلّ الآراء عبر "السوشل ميديا" بكلّ حرية وبدون رتوش، هذا فضلاً عن الأشخاص الذين نختلط بهم. كلّ الآراء مهمة بالنسبة لي وكل ملحوظة في مكانها مفيدة، أتلقّفها وأهتم بها.
كثر الحديث عن الاقتباسات في مسلسل "نص يوم". هل يزعجك هذا النوع من الاتهامات؟
لا بأس في أن يحلّل كلّ شخص كما يحلو له ويشاء. ليس عيباً أن يقرّ صانع العمل بالاقتباس من قصص وروايات أو حتى من أفلام أجنبية، طالما أنّ العمل عولج وعُرّب بطريقته في محاولة لإقناع المشاهد بالسياق الدرامي والتسلسل المنطقي للأحداث. أجزم أنّ تكرار تجربة المخرج سامر البرقاوي ـ وهو من السبّاقين في هذا المجال ـ ومَن سبقه من شركات ومخرجين آخرين لهو خير دليل على أنّ هذه التجربة ناجحة وتستحق التوقّف عندها والأمثلة كثيرة.
"ميّار" يقول: "من بعد ما مشيت انزاح الحمل عن قلبي وصرت جاهز اكتشف شي تاني جواتي" عَمَّ يبحثُ تيم؟
يكشف "ميّار" نقص المخزون في الحب عند معظم الرجال وأنا منهم. فهو استطاع المحافظة على قلب جيّاش بدم الصدق والشغف والحب كمراهق، أمّا تيم فيجرّب ويجرّب في هذه المهنة.
يتهمّك البعض بالنأي بنفسك عن التعليق على الأحداث السياسية وشجون الدراما السورية
غيري يتحدّث وقد يكون أخبر وأمهر. أنا راضٍ جداً عن مسلكي وتقديري للموقف الصعب بل الكارثي في سوريا، أمّا بالنسبة إلى شجون الدراما فنحن نعمل والعمل خير من الكلام.
هل أبعدتك الدراما العربية المشتركة والمصرية عن الدراما السوريّة؟
أعتبر أنّني ومن خلال اسمي ولهجتي وتواجدي وعملي مع مخرج وكاتب وسيناريست سوريين لم أبتعد عن الدراما السورية، بل لا أزال مستمراً فيها. أمّا إذا كان القصد هو العمل المعجون بالشارع السوري حالياً، فهذا بحث آخر يحين وقته لاحقاً إذ يحتاج إلى دراسة وتروٍ لا إلى عواطف واندفاع بسبب الخصوصية والتعقيد المحيطين بالحالة السورية.
حضورك في الدراما أقوى بكثير من السينما. خطة مدروسة أم غياب عروض مرضية؟
سعدتُ بمشاركتي في فيلم "خطة بديلة" العام الماضي في مصر، وأتمنى أن يكون المقبل من الأعمال أفضل إن شاء الله.
ما هو مشروع حياتك المهني؟
مشروعي هو تقديم شخصيات مختلفة ومتلوّنة وإيصال أفكار تجعل الحياة أجمل للناس من دون تنظير وشعارات وأبواق.
هل من مشاريع تخطّط لها أم أنّك تنتظر ما يعرض عليك؟
أنا شريك فاعل في أعمالي التي تعرض منذ سنوات، نتبادل الآراء حول كلّ صغيرة وكبيرة مع كلّ فريق عمل تعاونت معه في مصر أو سوريا أو لبنان. أمّا ولادة المشروع فلا نستطيع التحكّم بها لأنّها بأيدي المحطات التلفزيونية وشركات الإنتاج.
ألا تشعر بالحنين إلى الأدوار التاريخية، أكانت حقبة وانتهت؟
نعم، وأخاف، لأنّ المستوى الذي كتبه د. وليد سيف وأخرجه حاتم علي لن يعود إلا معهما، أمّا الباقي فهو عبارة عن أعمال تملأ الفراغ التاريخي في مكتبة المسلسلات، ولا أعني التقليل من قيمتها. لكنّ التاريخ مسؤولية لأنه محفوف بالمخاطر وعملية صناعته ليصبح مقنعاً، مضنية جداً ولا يمكن استسهالها.
كيف تعلل ابتعادك عن إجراء المقابلات الصحافيّة؟
غيابي عن البرامج والاحتفاليات والتصوير هنا وهناك حقي، وهذا الحق هو أسلوبي. منذ 15 سنة تخرّجت من "المعهد العالي للفنون المسرحية"، وبالتالي اخترت الظهور بين فترة وأخرى بناء على الأعمال التي أقدّمها وتقويمي للحظة. لذا أرجو أن يتقبّل الإخوة الصحافيون أن يكون لي مساحة خاصّة، وأعتقد أن معظمهم يتفهمون ذلك. لا أجد داعيًا إلى قراءة أسلوبي بشكل مغلوط وكأنني أوجّه رسالة معيّنة. نهج زملائي الفنانين مختلف وأحترمهم، وهم متواجدون إعلامياً وتسعدني متابعتهم وفيهم السداد والكفاية.
سوريا الوجع المستمر والتغريبة التي لا أفق لها كيف ترويها لابنَيك ورد وفهد؟
سأرويها كما أعرفها وأعشقها: سوريا العظيمة، ولن أكلّ من دفعهما إلى رؤيتها كما هي في الأساس وكما ستكون.
يعرض الساعة الرابعة على قناة "أم بي سي ـ دراما" وعند الثامنة والنصف مساء على "الجديد".
( السفير)