إنتشرت مساء أمس صور لفتى في مقتبل العمر تشير ملامح وجهه إلى أنه لا يتعدى الــ 17 عاما وربما أقل.
أرفقت مع الصور التي انتشرت لهذا الشاب أخبار تشير إلى سقوطه في سوريا ضمن مقاتلي حزب الله، ونعته صفحات عديدة على مواقع التواصل الإجتماعي ويدعى علي الهادي من بلدة العديسة الجنوبية .
علي الهادي واحد من كل، ربما فرضت عليهم ظروف الحياة وقساوتها الرضوخ إلى خيار الإنتماء لثقافة الموت وربما حزب الموت، ولئن فرضت على علي الهادي خيارات ربما لا يرغب بها، أو لم يفقه نتائجها بعد نظرا لصغر سنه، فإن ثمة مسؤولين عن ذلك، ثمة مسؤولين عن انضمام قاصر بهذا العمر الى ساحات معركة وهو لم يسمح له عمره بعد للتدرب على الحد الأدنى من فنون القتال .
ما هي المبررات الحزبية التي أدت إلى إرسال فتى قاصر إلى معركة من هذا النوع ؟
وما هي المبررات الشرعية والأخلاقية التي أتاحت مشاركة هؤلاء الفتيان بأبشع معارك تشهدها المنطقة بالنظر الى أهدافها ومبرراتها التي يسوقها حزب الله ؟
ربما ليس هناك مبررات شرعية، وبالتأكيد إن المسؤولية الأخلاقية تمنع مشاركة فتى بهذا العمر في أي معركة قاسية من هذا النوع الذي تشهده سوريا، فما هي المبررات إذن ؟
المبررات سياسية بإمتياز، وحيث تكون المبررات سياسية فإنها فقدت شرعيتها وفقدت أخلاقيتها، وبذلك يكون الحزب مسؤولا عن مثل هذه الأخطاء الفادحة، وعن مثل هذا الإستهتار الفاضح بأرواح الشباب والفتيان وليس لأي هدف إلا للدفاع عن نظام بشار الأسد، والسؤال هنا ما هي الشريعة التي تفرض زج هؤلاء للدفاع عن نظام غير شرعي ومجرم ؟
إن زج الفيان والأطفال في هذه المعركة هو عار على كبير هذا الحزب وصغيره، وعار على هذه الأمة التي باتت خاضعة وخانعة لإملاءات وقرارات موتها ونهايتها ولم يعد لها عمل إلا التصفيق للزعيم والسيد والولي.
إن ثقافة الموت هذه التي يكرسها حزب الله في أدبياته السياسية والثقافية هي محاولة قتل لكل هذه الطائفة بصغيرها وكبيرها وفتيانها وأطفالها دون مسوغ شرعي، ولا أي مسوغ أخلاقي لأن أحدا لم يوكل أحد في التصدي لزمام الطائفة وقتل شبابها وفتيانها في سبيل أهداف سياسية باتت رخيصة وحتى وبلا سعر لا ديني ولا أخلاقي .