تمهيد:
إن الوشم هو ظاهرة قديمة تعود إلى آلاف السنين، فالوشم ( التاتو ) تحول إلى صيحة في أواخر القرن العشرين المنصرم وخاصةً في لبنان.
ورغم تحذير الأطباء من أخطار الوشم وأضراره على الجلد، لا يزال الكثير من الشبان والشابات يقبلن على "دقّ" رسوم في مناطق متفرقة في الجسم، على الوجه والظهر والقدمين والأذرع، غير آبهين لأي مضاعفات التي تؤثر على صحتهم على المديين القريب والبعيد.
فالظاهرة تنتشر من دون أي مراعاة للعادات والتقاليد الذي لا تنظر إلى الوشم نظرة إرتياح البتة، وبرغم الألم الذي يُسبّبه الوشم، لا يكتفي الشباب "بتاتو" واحد، إذ يجعلون أجسادهم مرتعًا للأوشام، أو جدارًا للرسم، تملأه نقوش وعلامات متنوعة، وهم في ذلك سواء، الذكور والإناث، حيث يتبنون الموضة المتسللة بنعومة وسلاسة.
دق الوشم:
هي تتم أولاً بتحديد الشكل المراد وشمه ثم إحداث ثقوب في الجلد وحقن أحبار معينة تحته، من خلال آلة كهربائية مزودة بإبرتين أو اكثر، الاولى توخز الجلد والأخرى تدفع بحبيبات الحبر إلى داخل الجلد، لتتحول جزءًا لا يتجزأ منه.
الأوشام الدينية:
فالبرغم من أن بعض المراجع والأديان تحرم الأوشام بإعتبارها تغيير ما خلق الله، إلا أن هذه الظاهرة ما زالت تحظى بإقبال شديد من جانب المراهقين، إضافةً إلى ذلك يشترك الرجال والنساء في الإهتمام بوشم أجسامهم، وإن كان بدوافع وأماكن مختلفة.
وعليه.. إن بعض الأوشام كان رغبة في إظهار تغيير يلفت نظر الجنس الآخر ومنهم موضة، وبعضها الآخر كانت رسوماً لذكريات ذات أثر إيجابي، فيما الباقي ذو دلالات ترمز إلى معتقداته الدينية، فاليوم يلجأ العديد من الشباب لتبني الوشوم الدينية، كوسيلة للتعبير والتأكيد على إنتماءاتهم الدينية، دون كثير من الإهتمام بالوظيفة الجمالية له.
الوشم بين حرية المعتقد والندم:
ومن الأوشام الدينية: ( المسبحة التي علّق فيها صليب للمسيحيين )، ورمز ( المهدي قادم 313 ) للطائفة الشيعية، و ( النجمة ) للطائفة الدرزية في كلها دلالات لإنتماء الشخص الديني ولإبرازها أمام المجتمع والطوائف الثانية، لإعتقادهم أنهم يمارسون حرية المعتقد كما يفعل الجميع، وعلى الأغلب إن معظمهم نادمون على وضعه لأنه يؤثر سلبًا على علاقاتهم المهنية والإجتماعية.