لم يعد خافيا على العيان ما يفعله حزب الله في سوريا مع النظام السوري وحتى مع المدنيين العزّل، فيوم أمس نشر موقع لبنان الجديد خبرًا ينص على سقوط 8 عناصر لحزب الله في حلب وقد أكدت مصادر حزب الله هذه المعلومات في بيان نعي لهم.
إلا أن أحد الصحافيين السوريين الذين ينتمون للطائفة العلوية وجه رسالة في تغريدة له عبر صفحته الشخصية "فيسبوك" لعناصر حزب الله : قائلا لهم : السيادة الوطنية خط أحمر والقرار دائما للبوط العسكري وأي خلاف مع القوات الرديفة يجب حله بأسرع وقت لأن المرحلة لا تحتمل الخلافات أبنائي في حزب الله أتيتم لتنصرونا وليس لتحكموناا أرجوكم أعيدوا حساباتكم".
هذه التغريدة تسوق بنا للتساؤل عما يفعله حزب الله في سوريا وعما إذا كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يسعى إلى احتلال سوريا وتقسيمها لصالح الإيرانيين والروسيين.
يبدو جليا وواضحا ان السيد نصرالله نسي أن في حرب لبنان هُزمت أكثر جيوش العالم شراسة أمام إرادة الشعب ولأن التاريخ يعيد نفسه فإن الحلف المصالحي الثلاثي سيُهزم امام إرادة المدنيين الذين يسعون لإعادة سوريا إلى سابق عهدها دون الطاغية بشار الأسد.
فإذا الشعب يوما أراد الحياة لا بد ان يستجيب القدر وإذا أرادت سوريا التحرر من قوات محتلة فلا بد أن تنتصر الإرادة، هذا هو ما ستكون عليه حالة سوريا في المرحلة المقبلة "حرة-ديمقراطية" بعيدًا عن الهرطقات السياسية ومصالح التمدّد.
فاليوم رفض الجيش السوري تدخل حزب الله بطريقة تحكّمية وتسلطية وهذه ليست المرة الأولى ففي تعليقات كثيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي نرى جمهور الأسد والجيش يدعو حزب الله إلى الخروج من سوريا وأكثر ما كان لافتا أحد التعليقات "فلوا من عنا إنتوا ما إلكن شي جيشنا قادر يحمي سوريا".
هذا الرفض المطلق ليس وليد اللحظة إنما هو عبارة عن تراكمات او ربما خلافات بدأت تطفو إلى السطح بعد أن حوّل حزب الله أهل سوريا إلى مهجّرين وتمكّنوا فيها حتّى يظنّ المشاهد لصورهم أنهم ليسوا في حالة حرب إنما في ديارهم وما هذا سوى دليل على احتلالهم المرفوض من الداخل والخارج.
فاليوم انتفض الجيش السوري واوقع ثمانية قتلى لحزب الله بعد ان قتلوا أحد العناصر المهمين في الجيش الاسدي وكذلك بدأ يخف تأثير حزب الله على العالم نسبة لعدد القتلى الذي لا يعد ولا يحصى فهل سيحذو نصرالله في سوريا حذو باراك اوباما في العراق ويترك سوريا وأرضها لشعبها ؟