لم تعد السياسة فقط عنصرًا مفاجئًا في لبنان بل تعدّاه الأمر ليصبح أيضًا في مجال العلم والثقافة وغيرها، فمفهوم حديثي "اطلب العلم من المهد إلى اللحد" واطلب العلم ولو في الصين" تغيّرا ليصبحا في مجتمع يولي الأهمية للتعليم الخاص نظرًا لتدني مستوى التعليم الرسمي "اطلب العلم بالدين ولن تأخذ شهادتك".
فـ"سلمى" الإسم الإفتراضي لفتاة من الزاهرية – طرابلس عانت الأمرّين بعد أن كادت تفقد سنة من عمرها الدراسي بسبب عدم قدرتها على دفع قسط معهد "ثانوية الشمال" الذي يديرها الأستاذ عبد الرحمن الوزه.
ولأنّ "الفقير" لا سند له في لبنان كانت كالطابة تتأرجح بين شخص وآخر دون أن تلقى أي إهتمام من قبل فرع وزارة التربية في المنية .
وتعقيبًا على هذا الموضوع أجرى موقع لبنان الجديد إتصالًا هاتفيًا مع الفتاة للإستفسار عن الموضوع حيث أفادت أن موعد إمتحانها "قد إقترب ولم أحصل بعد على بطاقة الإمتحانات الرسمية"، وأضافت "أن المبلغ المطلوب هو ( 1200 دولار أميركي ) ولا نستطيع دفعه بالوقت الراهن نظرًا لظروفنا المادية السيئة حاليًا".
وتابعت بأنها ليست " هي الوحيدة فقد حرم عدد من الطلاب أيضًا من أخذ بطاقتهم بسبب عدم دفعهم المبلغ المطلوب وقد طالبوا مرارًا وتكرارًا بأخذ طلباتهم ودفع القسط في وقت لاحق نظرًا لضيق الوقت لكنهم لم يصلوا إلى أي نتيجة!".
ولأننا نتمنى قيام لبنان جديدٍ قائم على المساواة والعدالة والتنمية أخذنا على عاتقنا مهمة إيصال صوتها إلى المديرية العامة للتعليم المهني والتقني التي " أكدت لنا على أنها تستطيع الحضور إلى المركز في الدكوانة للحصول على طلب الترشيح مقابل تعهد ".
إلى أن ما يفاجئنا هنا أنها ستحصل على طلب الإمتحان مقابل تعهّد ستقدّمه فماذا سيحصل إذا لم تكن قادرة على دفع الأموال لاحقًا؟ ألا يجدر بالجهات المعنية الأخذ على عاتقها مهمة التكفّل بهكذا أشخاص يريدون فعلا العلم ويطلبونه ولو بالدّين؟.