زوجة مرتكب "مجزرة أورلاندو"التي كانت اختفت عن الأنظار، ولم يعرف عنها سوى اسمها وعمرها وبعض البديهيات، ومنها أنها أم من زوجها الأفغاني الأصل عمر متين لابن عمره أقل من 3 سنوات، هي فلسطينية وفق ما اتضح من معلومات عنها، وفيها جديد آخر ومهم: نور زاهي سلمان، معرضة للاعتقال في أي لحظة، لأنها كانت على علم مسبق بأنه خطط لمهاجمة ملهى المثليين، ولم تبلغ السلطات لتمنعه من تحقيق نواياه، بل كانت معه حين اشترى السلاح الذي قتل به ضحاياه فجر الأحد الماضي.
وذكرت "العربية" أنه من المعلومات الجديدة، اتضح أيضًا بأن متين، لا ارهابي ولا "داعشي" ولا متطرف ولا من يتدعوشون، بل معقد يعاني من هوس اكتئابي، وفيه مس من تخلف عقلي مكنون. أما زوجته ظهرت لأول مرة الثلاثاء، حاجبة وجهها عن عدسات تلفزيون محلي ولاذت بالمغادرة، فيما ذكرت وسائل اعلام أميركية، نقلا عن مقربين من التحقيق، أنها كانت معه حين اشترى "عدة المجزرة" يوم الجمعة الماضي، وهي بندقية AR-15 نصف أوتوماتيكية، ومسدس عيار 38 أوتوماتيكي، وبهما قتل 49 من رواد ملهى Pulse الأشهر بولاية فلوريدا للمثليين، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا برصاصها بعد 3 ساعات.
لملمت حوائجها بعد المجزرة وغادرت الى جهة مجهولة
موقع The Daily Beast الإخباري الأميركي، الشهير بتقاريره الموثقة، كان الوحيد بين عدد كبير من وسائل الاعلام الذي انفرد بأن الزوجة، واسمها الأول نور زاهي، هي "فلسطينية من غزة" في تقرير قصير نشره أمس عنها وعن زوجها "جزار أورلاندو" الأشهر بأميركا، وفيه استند بالباقي من المعلومات التي أوردها، الى تقرير متلفز أعدته محطة NBC News الأميركية، علمًا أن جارًا لشقته ذكر أن زوجته أفغانية الأصل، لكن يبدو أنه ذكر ذلك لعلمه أن متين نفسه أفغاني، أو قد يكون محقًا، لقوله إنها ملمة بلغة الأوردو.
في التقريرين أن نور زاهي، التي لا صورة لها للآن، إلا التي تظهر فيها الى جانب زوجها، وبينهما ابنهما الصغير، اعترفت لمحققي FBI الأميركي، بأنها كانت معه حين اشترى البندقية والمسدس والذخيرة، وبأنها نقلته بالسيارة الى الملهى ليعاينه قبل ارتكابه للمقتلة الجماعية فيه، وأنها حاولت أن تثنيه عن مخططه بمهاجمة Pulse الذي اتضح من معلومات عن الاعلام الأميركي، بأنه كان من زبائنه، وارتداه أكثر من 10 مرات، لذلك يعتقدون في أميركا الآن بأنه كان من المثليين، مودعا مثليته في نفسه، كما وديعة سرية ببنك سويسري، لا يبوح بها لأحد على ما يبدو.
الموقع، الذي علم بجنسيتها من أقرباء لها في "فيسبوك" التواصلي، أورد أيضا أن نور التي تزوجها متين في 2013 كانت تقيم معه في شقة، لملمت منها حوائجها بعد المجزرة وغادرتها، ثم محت كل أثر عنها من حسابات كانت لها بمواقع التصفح، وأهمها "فيسبوكي" ألغته بالكامل. وأثناء مغادرتها للشقة، محجبة الرأس لاخفاء وجهها، اعترضها اعلاميون من قناة WSVN الأميركية، وفيه بدت مغطاة الرأس وصامته، ثم تابعت السيارة نقلها الى جهة مجهولة، يعتقدون أنها منزل والد زوجها.
وأورد "ديلي بيست" أنها في حياتها الزوجية مع متين "لم تكن تضع الحجاب على رأسها، ولا أختها أيضا" وهو ما يؤكد بأن متين لم يكن متطرفا دينيا ولا "داعشي" الميول حتى اليوم الأخير من حياته، مع أنه اتصل بالشرطة ساعة المجزرة ليخبر بأنه بايع "داعش" فيما ذكر عنه أمام مسجد بأنه كان من مرتاديه بانتظام في مدينة Forte Piece حيث كان يقيم بفلوريدا.
هل اتصل بالشرطة لتقتله بدلا من أن ينتحر؟
الا أن شهادة من تزوجها في 2011 وفرّقه عنها طلاق بعد 4 أشهر، وهي Sitora Yusufiy الأميركية من أصل أوزبكي، عززت أيضا المعلومات بأنه كان بعيدا عن التطرف، الا أنه كان "متخلفا عقليا" وفق ما ذكرت "سيتورا" في مؤتمر صحافي عقدته الاثنين الماضي.
وذكرت في المؤتمر أنه معنل نفسانيا بما يسمونه Bipolar Disorder المعروف عربيا باسم "الاضطراب ذو الاتجاهين" أي ساعة مكتئب وحزين ومعقد وأخرى فرح ومبتهج وسلس، وبينهما صراع قد يكون قاده ليتخلص من نفسه وعقدها باذات، والا فلماذا اتصل بالشرطة لحظة المجزرة، ان لم يكن لاستدعاء رجالها لقتله، بدل أن يقضي هو على نفسه منتحرا؟ وهو تساؤل تكرر كثيرا بوسائل اعلام أميركية، استغربت أيضا كيف أنه لم يستخدم حزاما ناسفا، وسط استغرابها اتصاله بالشرطة، بدلا من مغادرة الملهى والنجاة بحياته.
وورد أيضا في تقرير لموقع The Mercury News الاخباري الأميركي، معلومات عن نور زاهي سلمان، البالغ عمرها 30 سنة، أي أكبر سنا بعام من متين المولود لأبوين أفغانيين بنيويورك، أنها أقامت مع عائلتها 10 سنوات في مدينة Rodeo بمقاطعة "كونترا كوستا" في ولاية كاليفورنيا، وان لها 3 شقيقات، لا زالت احداهن تقيم في البيت مع والدتها، واسمها اقبال. أما والدها عبد الله سلمان، فتوفي قبل سنوات.
كما وردت عن Noor Zahi Salman معلومات بالانكليزية مختلفة، ومرفقة بالصورة أعلاه، ملخصها أن نور ولدت منذ 30 سنة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، طبقا لما ورد في مدونة اسمها The Last Refuge وتضمنت أنها "كانت مثله متزوجة، وحصلت في 2009 على الطلاق من زوجها أحمد أبو رحمة" ويبدو من اسمه أنه عربي، وأن والد نور اسمه عبد الله سلمان، لكن لم ترد جنسيته الأصلية. أما "أن. بي. سي نيوز" فذكرت بتقريرها أن "زاهي" هو اسم عائلة والدة نور، أي اقبال زاهي الحية للآن، فيما توفي والدها بسام عبد الله سلمان، بنوبة قلبية قبل سنوات.
(العربية)