كشف موقع "موج نيوز" ما سمّاه التقرير السري عن المومسات في العاصمة الإيرانية طهران. وقال "موج نيوز" إنه لا يستطيع نشر التقرير بصورة كاملة، ويحتفظ بملف المومسات في طهران كاملا. وفي حال طلب المسؤولون في إيران الملف، فنحن جاهزون لتقديمه لهم".
ولفت الموقع الى أن "هناك انتشارا كبيرا لظاهرة البغاء وبيع الجنس في طهران، وإن عدد المومسات في طهران أصبح في ازدياد، ويتطور بصورة خطيرة، ويقترب من مرحلة دق جرس الإنذار؛ بسبب تفشي البغاء في العاصمة، لكن المسؤولين الإيرانيين ما زالوا يستمرون في التكتم على هذا الملف؛ خوفا من ظهور الإحصائيات الكبيرة حول انتشار الدعارة وأعداد المومسات الكبيرة في طهران، لكن هذا الصمت سيتسبب في تفاقم الأضرار الاجتماعية الكثيرة الناتجة عن عدم معالجة هذا الملف الخطير".
وانتقد "موج نيوز" -الذي قام بالتحقيق الصحفي بصورة ميدانية في العاصمة طهران- صمت المسؤولين الإيرانيين عن سوق المومسات، قائلا: "يعتقد المسؤولون الإيرانيون أن ملف تفشي ظاهرة الدعارة في طهران يجب أن يبقى سريا، وأن هذا الملف من المحظورات، وينبغي ألّا يُكسر هذا المحرّم. كما أن وزير الداخلية التزم الصمت حول الموضوع، ولم يقدم أي إحصائية رسمية حول هذا الملف الخطير للبرلمان الإيراني".
وقال "موج نيوز" إنه خلال عام واحد تم الكشف عن 32 مركزا أصبحت من المراكز المعروفة لنشاط المومسات في العاصمة طهران ومنطقتي "هرندي وكيان شهر"، وأصبحت هذه المناطق من أكثر المناطق انتشارا وترويجا للدعارة في طهران".
وتابع الموقع شارحا الظاهرة، وتحدث عن العديد من الأسباب التي تدفع النساء الطهرانيات إلى الدخول في هذا المجال، قائلا: "هناك بعض النساء يمارسن البغاء فقط من أجل قوت يومهن، وتبيع المرأة في طهران جسدها؛ حتى تحصل على وجبة أكل تسد من خلاها جوعها المفرط".
وكشفت فرحناز سليمي، المتخصصة في علم النفس، والتي دخلت بصفة باحثة اجتماعية لمعالجة ملف الدعارة منذ عدة سنوات في طهران عن إحصائيات خطيرة. وقالت إنها "إحصائيات مؤلمة ومؤسفة؛ لأنه خلال تحقيقاتنا صادفنا العديد من الرجال الإيرانيين ممن يقدمون نساءهم لممارسة الدعارة؛ من أجل الحصول على جرعة من المخدرات التي يتعاطونها".
وتضيف فرحناز سليمي لموقع "موج نيوز": "بعض النساء ليس لديهن الأموال، ويوافقن على عمل الدعارة؛ من أجل شراء "المانتو"، الزي الرسمي للنساء في إيران".
وقالت إن هناك صنفا كبيرا من النساء يقدمن الجنس مقابل خمسة آلاف تومان، أي ما يعادل أقل من دولارين أميركيين.
وكشفت سليمي عن وجود 100 ألف فتاة إيرانية في طهران يمارسن الدعارة بمبالغ تتراوح ما بين دولارين حتى 20 دولارا أميركيا.
وأكدت سليمي أن 35 في المئة من المومسات في طهران هن من النساء المتزوجات، ولديهن عوائل، وأن مركز "آفتاب" الذي تترأسه يعالج الآن 600 ضحية.
ووجهت سليمي من خلال "موج نيوز" نداء إلى الحكومة والبرلمان الإيراني بأن يسمح لها بالحديث عن ملف انتشار الدعارة الخطير، وبالإحصاءات في طهران، قبل أن يصل الوضع إلى مرحلة خطيرة لا يمكن حينها علاج الوضع.
وقالت إنه بسبب انتشار الدعارة في طهران نحتاج إلى مراكز تأهيل عديدة لضحايا هذه الظاهرة، والآن يوجد فقط خمسة مراكز تأهيل، تتوزع جميعها في العاصمة طهران.
وقالت سليمي إن "هناك العديد من النساء في طهران تحت ذريعة زواج المتعة يدخلن مجال الدعارة. وفي حالة الحمل، يتم ترك مواليدهن في الشوارع، أو يتم استخدام هؤلاء الأطفال لقضايا أخرى".
وتقول إنها حضرت إحدى جلسات اللجان الاجتماعية في البرلمان الإيراني، وعندما أحضرت بعض الملفات التي تحتوي على الإحصائيات الموثقة، تم طردها من الاجتماع، واتهمت بأنها تروج للدعارة.
يشار إلى أن موقع "موج نيوز" لم ينشر كافة الإحصائيات حول الملف، الذي وصفه بالمرعب، وطالب المسؤولين في الحكومة والبرلمان بالتدخل العاجل لمعاجلة هذه الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.
(عربي 21)