كثيرا ما نسمع عبارة ان" اللبنانيين قد تعلموا من تجربتهم المريرة بالحرب الاهلية "الا ان الوقائع اليومية للاسف تظهر ان هذه العبارة اقرب ما تكون الى التمنى ولا تعكس توصيف الحال ,, فالمَحاور لا تزال موجودة , والانقسام الحاد لدرجة العداء موجود , والنوايا بالاقتتال متوفرة عند الاطراف وها هو السلاح صار بين ايدي اللبنانيين وعند كلا طرفي الجبهة , فمن جهة السلاح الذي كان يوما ما سلاح مقاومة ومن الجهة الاخرى سلاح للوقوف في وجه ذاك السلاح .. وقد قال يوما احد اقطاب اللذين شاركوا في الحرب الاهلية " لو عدنا لقراءة يوميات تلك الفترة المشؤومة فقد نصادف مئات البيانات الصادرة عن الاطراف المتقاتلة حينها وعقب اندلاع كل معركة تطالب بوقف اطلاق النار , الا اننا لن نقرأ ولو بيان واحد يعلن فيه اي من الاطراف البدء باطلاق النار " لان اشتعال الحروب الداخلية لا تحتاج بالضرورة الى قرار معلن طالما ان الاجواء كلها مهيأة لذلك ولا تحتاج لاكثر من اشكال مروري او تعليق صورة , فما نحتاجه اليوم هو بيان جريء لوقف اطلاق النار قبل حدوثه وهذا لن يتم الا بسحب كل السلاح ومن كل الاطراف لانه ما عاد بحوزة طرف دون الاخر وهذا ما كنا قد حذرنا منه عندما قلنا ان السلاح لا بد يستدرج السلاح فلا بد من المبادرة لسحبه من الشوارع والازقة , قبل فوات الاوان ....