كشف رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الإيراني السابق والقيادي في الحرس الثوري إسماعيل كوثري أن المسؤولين الإيرانيين رفضوا قبل سنوات اقتراح من عماد مغنية لصفقة تبادل بين مسؤول أميركي كان رهينته والقیادي في الحرس الثوري أحمد متوسليان الذي اختفى مع ثلاثة آخرين في تموز 1982.

 

وقال كوثري "يجب أن نسأل المسؤولين الذين أداروا دفة الملف آنذاك لماذا لم تتهيأ الأرضية المناسبة لصفقة التبادل بين إيران وإسرائيل لإطلاق سراح الدبلوماسيين الأربعة". في الأسابيع الأخيرة قال بعض القادة العسكريين بأنهم توصلوا إلى أدلة تشير إلى أن "الدبلوماسيين" الإيرانيين المختطفين أثناء الحرب الأهلية في لبنان على قيد الحياة. وكان وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان في نهاية أيار الماضي أفاد في تصريح للصحافيين أن طهران حصلت على معلومات تظهر بأن متوسليان وثلاثة إيرانيين آخرين اختفوا في بيروت على قيد الحياة.

وحمّل دهقان إسرائيل مسؤولية سلامة الإيرانيين الأربعة ولم يتحدث دهقان عن التفاصيل وإذا ما كانت الحكومة الإيرانية تجري اتصالات مع إسرائيل حول الدبلوماسيين وتقول طهران إنهم دبلوماسيون وفضلا عن متوسليان اختفى القنصل الإيراني محسن موسوي وموظف رفيع في السفارة تقي رستكار ومصور وكالة الأنباء الرسمية كاظم أخوان.

وأوضح كوثري أن طهران "تلقت مقترحات كثيرة من اللبنانيين والفلسطينيين لإبرام صفقة تبادل بين الأسرى الإسرائيليين ومتوسليان" مضيفا أن "مقترح عماد مغنية كان من جملة المتقرحات" معربا عن اعتقاده أن القيادي في الحرس الثوري متوسليان قتل أثناء اختفائه وأنه كان على إيران العمل على إعادة جثته.

يشار إلى أن متوسليان من قادة الحرس الثوري اعتقل مع ثلاثة من مرافقيه في الخامس من تموز 1982. ولم يعرف مصيرهم بعد. وفي تموز 2012 كان قائد "أنصار حزب الله" الإيراني سعيد قاسمي قد كشف عن أوامر خامنئي في حزيران 1981 لإرسال وحدتين من الحرس الثوري إلى لبنان أثناء الحرب الأهلية وفق ما ذكر موقع "رجانيوز" المقرب من "جبهة المقاومة". وجاءت رواية قاسمي على خلاف ما تدعيه وزارة الخارجية الإيرانية التي تقدم متوسليان على أنه دبلوماسي إيراني ولا تشير إلى عضويته في الحرس الثوري وتأسيسه لفيلق "27" في طهران. وجاء تصريح كوثري تأكيدا على صحة ما أعلنه شقيق متوسليان في حوار مع وكالة "إيلنا" قبل أيام حول مقترح من جملة مقترحات من مسؤولين لبنانيين لإيران بشأن أربعة دبلوماسيين إيران تقول طهران بأنهم معتقلون لدى إسرائيل.

وکان شقیق أحمد توسلیان، أمير توسليان قال قبل أیام بأن صفقة تبادل بين إيران وإسرائيل لإطلاق أخيه كانت في الخطوات النهائية قبل أن تتراجع إيران متسائلا أنه يجهل أسباب أسر أخيه على مدى 34 عاما.

وذكر متوسليان أن عماد مغنية قدم اقتراحا للإيرانيين وقال: إنه بحوزته رجل يمكن أن تجري إيران صفقة تبادل لإعادة متوسليان.

وفق شهادة متوسليان فإن مغنية حصل آنذاك على سيارة "بنز" قدمها حافظ الأسد لمتوسليان من أجل تسهيل تنقله بين النقاط العسكرية.

وذكرت وكالة ميزان نقلا عن شقيق متوسليان أن عماد مغنية نقل دبلوماسي أميركي رهينة لديه إلى معسكر الزبداني تمهيدا لتبادله مع أحمد متوسليان بانتظار رد طهران على اقتراحه.

وبحسب شقيق متوسليان فإن طهران "رفضت المقترح وطلبت عودتهم إلى طهران. بعد ذلك أجرى (حزب الله) صفقة تبادل مع الأميركيين أطلق سراح 25 من أعضائه وبقي أحمد متوسليان".

وانتقد شقيق متوسليان المسؤولين الإيرانيين ضمنا لتجاهل أخيه طوال 34 عاما من اختفائه كما طالب التحدث بوضوح حول مصير أخيه ومتابعته بجدية إن كانت بحوزتها معلومات مؤكدة حول ما إذا كان حيا.

ووردت المعلومات في حين صدرت أحكام ضد إيران في المحاكم الأميركية والكندية تقضي بمصادرة الأموال الإيرانية لصالح ضحايا هجمات إرهابية دعمتها طهران من ضمنها تفجير السفارة الأميركية في 18 نيسان 1983 والذي قتل فيه 63 شخصا في السفارة.

(الشرق الأوسط)