ينما تتواصل المظاهرات المناوئة للأحزاب السياسية في العراق٬ أقدمت مجموعات غاضبة أمس على حرق صور رموز دينية مرتبطة بتلك الأحزاب٬ بينها صور للخميني والمرشد الإيراني علي خامنئي٬ في مدن ومحافظات بوسط البلاد وجنوبها.
وقالت مصادر بأحد المجالس المحلية في المحافظات الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات الحرق شملت الكثير من مقرات الأحزاب والفصائل٬ بينها فصائل تابعة لإيران وتوجد على واجهاتها لافتات وشعارات تحمل صور من يقلدونهم من رجال الدين».
وحذر رجل دين شيعي بارز٬ هو خطيب النجف صدر الدين القبانجي من حدوث مواجهة شيعية ـ شيعية بعد اتساع نطاق عمليات إضرام النار في مقرات الأحزاب السياسية في عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية٬ ومنها البصرة وذي قار والعمارة وواسط.
وقال القبانجي في خطبة صلاة الجمعة أمس إنه «في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لتحرير الفلوجة نشهد عمليات لإيقاع فتنة في الصف الشيعي لخلق معركة شيعية شيعية»٬ مبيًنا أن «هناك مجموعات مجهولة الهوية تعتدي على مؤسسات الدولة ومقرات كيانات سياسية وممتلكات عامة٬ وهذه أعمال مرفوضة ومدانة».
ودخل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على خط هذه التطورات٬ ودعا إلى إبعاد مدينة النجف عن المظاهرات.
وقال الصدر ردا على سؤال لأتباعه من أهالي مدينة النجف: «أبعدوا النجف عن التظاهر؛ فلها قدسية ولها ظرفها الخاص٬ ومن شاء فليتظاهر في بغداد».
وأضاف الصدر أن «الضغط على مقار الأحزاب الفاسدة يجب أن يكون سلمًيا سواء في النجف أو في باقي المحافظات».
وكان الصدر قد دعا إلى تأجيل المظاهرات المطالبة بالإصلاح خلال شهر رمضان وانطلاق معركة الفلوجة.
بدورها٬ قطعت الأجهزة الأمنية أمس كل الطرق والجسور المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد التي تشهد مظاهرات أسبوعية كل جمعة منذ نحو سنة احتجاجا على الفساد وعجز الحكومة عن تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين.
وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مما سماها التصرفات «المتهورة» التي تستهدف أي مؤسسة عامة أو مكتب كيان سياسي.
الشرق الأوسط