ينتظر الرئيس نجيب ميقاتي من القيّمين على ماكينته الانتخابية أن يقدموا له مطلع الأسبوع المقبل تقارير مفصلة عن الانتخابات البلدية في طرابلس، بالأرقام والأقلام والمندوبين، وذلك من أجل تحديد مكامن الخلل ودراسة كيفية معالجته، واتخاذ الموقف المناسب حيال ما حصل، حيث من المفترض أن يلقي ميقاتي خطابا في إفطار «منتديات العزم» غروب الخميس المقبل، يحدد فيه موقفه مما حصل، ومن كثير من الملفات المحلية والوطنية.
يستمع ميقاتي من زواره خلال الاجتماعات المتواصلة التي يعقدها، الى كثير من المعلومات والتحليلات حول الأسباب التي أدت الى فوز لائحة «قرار طرابلس» بـ16 مقعدا بلديا مقابل 8 مقاعد للائحة «لطرابلس»، كما يستمع الى كثير من الشائعات التي تُنقل إليه وتتعلق باتخاذه تدابير صارمة تتعلق بوقف المساعدات والخدمات والموائد الرمضانية وكسوة العيد.
يعترف ميقاتي أمام زواره بأنه لولا بعض التراخي وارتكاب الأخطاء من قبل الحلفاء، إضافة الى تأخير إعلان التوافق وعدم خدمته جيدا، لكان في كل النتائج كلام آخر، مؤكدا أن الدنيا لم تنته، وعلى المرء أن يتقبل الخسارة كما يتقبل الربح، وفي السياسة لا يوجد رابح دائم وخاسر دائم.
أما في ما يتعلق بالخدمات والمساعدات، فينفي ميقاتي كل الشائعات حولها، مؤكدا أنها مستمرة على ما هي عليه، وكذلك بالنسبة لموائد العزم وكسوة العيد، وكل التقديمات الأخرى، بما في ذلك الصحية والتربوية.
ويلفت ميقاتي الانتباه في اجتماعاته الى أن مسؤولية القيادات السياسية التي دعمت هذه اللائحة أو تلك، يجب أن تنتهي مع إعلان نتائج الانتخابات البلدية، وأن يترك الخيار للأعضاء الفائزين باختيار رئيس البلدية ونائبه من دون أي ضغوط، مع الأخذ بعين الاعتبار احترام إرادة الناس، وعدم السماح لأي كان بكسرها، مؤكدا أن هناك 24 عضواً من صفوة أبناء طرابلس وعليهم أن يتحملوا المسؤولية التي أولوهم إياها أبناء المدينة، مؤكدا أنه مع أي خيار يتخذونه.
ويرى ميقاتي أن الحديث في الانتخابات النيابية اليوم هو أمر سابق جدا لأوانه، مؤكدا أنه قبل صدور قانون الانتخابات لا يمكن الحديث في هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، لافتا الانتباه الى الاصطفاف الذي كان حول لائحة «لطرابلس» كان عبارة عن تفاهم بلدي ـ إنمائي وليس تحالفا سياسيا، علما أن هذا التفاهم مرشح للاستمرار ويمكن أن يتحول الى تحالف انتخابي في الاستحقاق النيابي المقبل، والآن على كل القوى السياسية أن تعيد قراءة واقعها وأن تعيد تظهير نفسها على الساحة.
واللافت أمس ما نقله وفد «الجماعة الإسلامية» برئاسة رئيس المكتب السياسي أسعد هرموش عن ميقاتي بعد لقائه معه، بأنه «على قناعة راسخة بهذه التفاهمات، وبأنه فضّل أن يدفع الثمن من رصيده السياسي على أن يقال إنه طعن برفاقه، وخصوصا تفاهمه مع الرئيس سعد الحريري».
وكان ميقاتي قد التقى كوادر «تيار العزم»، وأكد أمامهم «أننا باقون بغض النظر عما حصل في الانتخابات»، داعيا إياهم الى «عدم التأثر بأي خطاب انفعالي أو متشنج والى التمسك برضى الله ورضى الناس وبالتواضع أكثر فأكثر»، مؤكدا «أننا سنبقى في خدمة أهل طرابلس كما سابق عهدنا وأكثر». مشددا على ان «الفائزين جميعا هم أبناء المدينة ونحن نتطلع بإيجابية الى ما سيقومون به من عمل لمصلحة إنماء البلد»، لافتا انتباه الجميع الى أن «الانتخابات البلدية ليست حربا عالمية ولا من خاضها هو رومل».
وجدد ميقاتي دعوته «للحفاظ على الخطاب العقلاني، وخصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة»، داعيا الى «الابتعاد عن أي خطاب استفزازي يساهم في توتير الأجواء وينعكس سلباً على مختلف الصعد، فما يهمنا اولاً وأخيراً مصلحة طرابلس ومصلحة الوطن، ولا مصلحة تعلو فوق مصلحة لبنان، وواجبنا أن نعمل في سبيل حمايته، والوصول به الى بر الأمان».
وقال: «لقد اعتدنا العمل والعطاء دون ضجة وسنستمر، اعتدنا الهدوء والصبر وسنستمر، اعتدنا الخطاب العقلاني والهادئ والمتمسك بالحقوق وسنستمر، سنواجه معا بوقفة واحدة كل من يريد تعريض طرابلس وأهلها للأخطار».
واستقبل ميقاتي الفائزين في الانتخابات البلدية في الميناء برئاسة عبد القادر علم الدين، والأعضاء الفائزين من لائحة «لطرابلس» برئاسة عزام عويضة.
كما زار مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار في دارته وهنأه بحلول شهر رمضان المبارك.
(السفير)