لا يبدو أن القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية قد نجحت لوحدها وبسرعة قياسية في السيطرة على مواقع حساسة لتنظيم داعش في مدينة سرت وتطويقها من البحر، والاستعداد للاقتحام النهائي في أي لحظة.
ولا يستبعد خبراء عسكريون أن تكون هذه القوات التي تفتقر للخبرات الميدانية، وخاصة بسلاح الجو والبحر، قد تلقت دعما جويا كبيرا من طائرات أميركية وإيطالية، فضلا عن الدعم اللوجستي الذي تقدمه قوات خاصة أميركية وفرنسية وبريطانية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤول أمني في القوات الموالية للحكومة نفيه الجمعة ما تناقلته وسائل إعلام أجنبية بشأن أن “الطيران الذي استهدف اجتماعا لداعش في سرت كان طيرانا أميركيا”، مؤكدا أن “الطائرات ليبية وأن الطيارين ليبيون”. وكانت الولايات المتحدة ألمحت إلى أنها قد تشارك في عمليات ضد داعش في ليبيا.
وقال الأميرال الأميركي بريت باتشلدر قائد مجموعة حاملة الطائرات هاري ترومان، والتي تتمركز حاليا في المتوسط، إن المجموعة التي تحمل اثنتين وسبعين مقاتلة وطائرة قد تستخدم لضرب أهداف في ليبيا إذا لزم الأمر.
وسبق لطائرات أميركية أن نفذت في أبريل الماضي ضربات جوية في صبراتة (70 كلم عن طرابلس) ضد مقاتلين على صلة بالتنظيم.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست في مايو الماضي نقلا عن مسؤولين أميركيين أن قوات أميركية للعمليات الخاصة تتمركز بموقعين في ليبيا منذ أواخر العام الماضي استعدادا لهجوم محتمل على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. ولم يعد خافيا أن دولا مثل بريطانيا وفرنسا صارت تلمح إلى أنها تلعب دورا عسكريا وليس استشاريا فقط في ليبيا.
ولهذه التسريبات علاقة بحسابات ما بعد هزيمة داعش واستقرار الوضع الأمني في البلاد. لكن مراقبين ليبيين لفتوا إلى أن داعش قد يكون دفع بأعداد من مقاتليه إلى الفرار باتجاه الجنوب الليبي حيـث تنشط مجموعات الإسناد والدعم التي يرتبط بها بحرية كاملة.
ولم يستبعدوا أن يكون هذا الانسحاب قد تم وفق ترتيب سري مع عناصر من الميليشيات المؤثرة في القوات الموالية للحكومة.صحيفة العرب