بعد أن إنطلقت المرحلة الثانية من الإمتحانات الرسمية مع طلاب الثانوية العامة بفروعها الأربعة، وقد بلغ عدد المرشحين 41994، توزّعوا على 298 مركزًا في كافة الأقضية اللبنانية.
وفي ربعِ الساعة الأول من اليوم الأول من الإمتحانات الرسمية الثانوية ضبط طالب جامعي ( 19 عامًا ) من بعلبك، منتحلًا صفة تلميذ يتقدم إلى الإمتحانات الشهادة الثانوية بعدما خضع لإمتحانات المتوسطة مسبقًا.
أن نسمع خلال فترة الإمتحانات بأته ضبط تلميذ منتحل صفة، أو من يحاول الغش أو التلاعب بأوراقه الرسمية هو خبر عاديًا ويحصل في أيّ بلد.
أما في بلد العجائب لبنان تظهر التحقيقات أنّ المسألة أبعد من أن تكون عملية فردية، بل هي رأس خيط عصابة بدأت تتكشّف ذيولُه، وهي نتيجة تخطيط مسبق ومحكم بالتعاون مع شبكة تزوير.
مَن هو منتحِل الصفة؟
يعاني هذا الشاب الذي من ضائقة مادية كونه تلميذًا جامعيًا الذي لديه تكاليف للجامعة وكلفة إستئجار غرفة للسكن، فلم يجد مخرجًا لكسب المال في ظل ظروف المعيشية والحياتية الصعبة سوى بإنتحال صفة تلميذ ثانوي، وإن كانت بطريقة غير سليمة وغير مشروعة بنظر الدولة اللبنانية التي لاطالما ولا زالت تسرق جيوب المواطنين الفقراء، ولكن الفرق بين هذا التلميذ وبينهم أنه لم يسرق أحد بل على العكس فهو قام يهذل العمل بموافقة التلميذ الذي ينتحل صفته، و بمجهوده العلمي الذي يسمح للجميع وخاصةً وزارة التربية غض نظرهم عن هذه الحادثة التي من الممكن أن تهدم مستقبله الدراسي.
وإذ اننا لا نشجع على هذا العمل لكن على الجهة المعنية بدل لصق صفة المافيا بشاب همّه أن يحصّل تعليمه أن تسارع إلى تبنيه من أجلب إعادته إلى الخط الصحيح ودفع الأقساط ليتعلّم .. فالفقر صعب جدا لمن يعانيه وكيف به إن كان يطلب العلم؟