بدت الخلافات السنيّة – الشيعية تفرض واقعها وتأخذ مجالاتها الواسعة وحيّز الاهتمام في كل شيء بما فيهم الوسائط الاعلامية المتفرغة يومياً لمزاولة مهنة التطاول على السًنة من قبل وسائل اعلامية شيعية مدعومة من ايران ويسهم الاعلام العراقي بنسبة عالية من الترويج القادح بمعتقدات أهل السُنة فضلاً عن النيل المباشر من صحابة وزوج رسول الله (ص) .
وعلى الشيعة من قبل وسائل اعلامية مدعومة من المملكة العربية السعودية والتي تصف أهل الشيعة بأوصاف تخرجهم من دينهم الحنيف وتجعلهم فرقة وافدة على الدين نفسه وقد نفثت فيه سمومها اليهودية .
في برنامجه الرمضاني الفكاهي يسخر ناصر القصبي من شيعة التعصب ضدّ السُنة كما يظهر التشدّد السُني ضدّ الرافضة ويقوم على طريقته بتوهين الشخصية الدينية الشيعية بارتدائه لجُبّة وعمامة سوداء فيها ما يشير الى سيّد يوعظ بطريقة لا عقلانية فيها ويحرض الشباب بمفاهيم سلبية خرافية تعتمد على "أسطرة "العقل الشيعي وتجويفه وجعله فارغاً من العلم باعتماده على الخيال السارح في أذهان الشيعة الذي يرون مشاكلهم محلولة بقدرة ما يغالون به من انتساب لشجرة النبوة المباركة .
وفي حلقة البرنامج المذكور جدل طويل بين شيوخ متطرفة سُنية وبين السيد سيلفي الشيعيّ اللباس وفيه كميات هائلة من الشحن المذهبي مع شخص يرى في السنة والشيعة جوانب خير ويدفع اتهاماتهم الكاذبة عن المذهبين الاّ أنه يواجه تسونامي مشيخي رافض لمقولة ايجابية بحقّ الرافضة , وعقيدة صلبة من قبل السيّد سيلفي بوجه السُنة الشريرة .
طبعاً أرشد الممثل الساخر ناصر القصبي ودلّ على هوية المُقلّد في جبته وعمامته السوداء وكانت طريقته في التعبير مُحِطة من رجل دين شيعي معروف وله شهرة واسعة وفي ذلك توجيه سياسي مباشر يتجاوز حدود الخلاف المذهبي ويبدو أن في تكرار المشهد الشخصي في" سيلفيات " ناصر القصبي الرمضانية اعتماد واضح للحطّ من شخصية السيّد الشيعي وهو قد اقتبس ذلك من محاولات شارلي شبلن الناجحة في تهوين وتسخير شخصية هتلر القوية والمستحوذة على إرعاب البشر بحركات جعلت من شخصية هتلر الأسطورية مجرد لعبة يضحك عليها الكبار والصغار بعد أن كانوا يهتجسون منها خفية وعلناً .
في بعض الأعمال الفنية رسائل كثيرة يجب قراءتها جيداً لا مشاهدتها بعين رمضانية ناعسة عن كل ما يجري في منطقة باتت كالعصف المأكول وكل منّا يسهم في رياحها الخبيثة بالاصطفاف الطائفي الذي لن يدع أحداً ولن يبقي ديّار. وبهذا سنُخرب بيوت الله وبيوتنا بأيدينا .