في إحدى القرى الجنوبية تنتظر عائلة "أبو حسين" أن يبيع ابنها أنواع الخضار القليلة التي يزرعها ليعود بالغلّة وتحضر والدته بالمال الذي حصده إفطارًا يقيهم من ذلّ التسوّل ويعينهم على صوم اليوم الثاني.
وفي الجهة المقابلة من هذا المنزل تسكن عائلة سورية لاجئة، تحضّر إفطارها مما لذّ وطاب وكأنّ غربتهم أصبحت لهم وطنًا، فيظنّ الناظر أنّ العائلة اللبنانية من العائلات السورية اللاجئة والعكس صحيح.
هذا ليس مجرد تصور أو عنصرية إنما هي حقيقة قد تكون استثنائية وغير معمّمة إلا أن هذه الحياة القاسية فتحت آفاقًا جديدة على حياة السوري في لبنان مقارنة مع حياة اللبناني خاصة بعد انتشار عبارات عبر وسائل التواصل الإجتماعي يدعو الناشطون فيها إلى عدم تصوير الموائد في شهر رمضان رأفة باللاجئين.
عنصرية أو لا عنصرية؟
وقد رصد موقع لبنان الجديد عددا من الآراء المختلفة والمتشابهة فيعلق حسين (25 عاما) على هذا الموضوع قائلا : "ما نصور الموائد كرمال في عالم جوعاني فهمنا بس مش نقول اللاجئين ، لأن في لبنانيي عم يقعدوا بلا أكل وبلا شرب وبينطروا لحدا ياخدلن شي لقمة".
وتعتبر نيفين أن "النازحين معروفون بأنهم سيعيشون ظروفا صعبة لكن "العترة على اللبنانيي".
وتشير خديجة إلى أن المواد التي يشتريها السوريون النازحون "منحلم نحنا نشتريها" وتضيف "عايشين احسن مننا، لازم نخاف عمشاعر اللبنانيي قبل" بالإضافة إلى تعليقات أخرى مشابهة في حين ذهب فريق آخر بعيدًا في التعبير عن رأيه بهذا الواقع المأساوي مؤكدين أن "اللبناني على القليلي بيبقى بوطنو أما السوري فبيكفي انو اتهجر من وطنو وشو فايدة الأكل المنيح إذا الوطن ما منيح".
ساعدوا الفقراء من اللبنانيين
وما بين العنصرية وعدمها تنوّعت الآراء، وما بين الرسالة التي نريد أن نوصلها مع تأكيدنا أننا ضد العنصرية وما بين الفلسفة الإلكترونية، خط رفيع عنوانه " لا تنسوا فقراءكم من اللبنانيين أيضًا".