لا شك في أن توقيت إلقاء القبض على شبكات ارهابية بالتزامن مع حلول شهر رمضان، وضع المخاوف في قلوب اللبنانيين، خصوصاً بعد ورود معلومات بأن مناطق معيّنة ستكون عرضة لتوترات امنية، ومنها مناطق شمالية بحسب معلومات وردت الى مراجع امنية، تفيد ايضاً بأن الارهابيين يخططون لفتن مذهبية لإشعال لبنان. من هذا المنطلق ينشر الارهابيون اخباراً هدفها بث الهلع والخوف مع قدوم الشهر الكريم، لان هدفهم إعادة بعض المناطق المختلطة الى اتون النار. لكن بالتأكيد هنالك اجراءات امنية استثنائية وتدابير احترازية متخذة في طرابلس وضاحية بيروت الجنوبية والبقاع الشمالي، وبصورة عامة في معظم المناطق اللبنانية، تخوفاً من عمليات انتقامية تفجيرية خصوصاً على حواجز الجيش ومراكزه. على خلفية التهديدات المستمرة من قبل تنظيميّ "داعش والنصرة"، وآخرها ما اطلقه الناطق بإسم "النصرة" في القلمون السوري سراج الدين زريقات، عبر تغريداته على موقع "تويتر" تحت عنوان "تجهّزوا لرمضان"، خصوصاً بعد كشف الاجهزة الامنية ثلاث عمليات ارهابية كان مقاتلو "داعش" بصدد تنفيذها، وفق ما أعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق. كما ان إلقاء القبض على بعض عناصر خلية خربة داود في عكار الذين تربطهم علاقة مباشرة بالتنظيمات الارهابية المتواجدة بين طرابلس وعرسال، خفّف من وهج العمليات الانتقامية لانها كشفت بعض المستور، إضافة الى تمكّن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من إلقاء القبض على شبكة لـ«داعش» في مدينة صيدا، تتلقى التعليمات من "أبو وليد السوري" الموجود في مدينة الرقة في سوريا.
وإزاء هذا الوضع تجددّت المخاوف في المناطق الشيعية اللبنانية، وفق معلومات تشير الى إمكانية حدوث أعمال تفجيرية سيقوم بها سلفيون تابعون للتنظيمات الارهابية ، فضلاً عن رسائل امنية يوجهها هؤلاء الى حزب الله، مفادها ان مناطقه ستكون معرّضة للاستهداف في اي لحظة، على أثر تلقي الاجهزة الامنية اللبنانية إشارات بإمكانية إرسال سيارات مفخخة الى منطقة الضاحية الجنوبية، ما ادى الى وضع خطة احترازية وانتشار عسكري ضمن المنطقة المذكورة، في ظل جهوزية تامة للقوى الامنية ومتابعة للامور في كل تفاصيلها لمواجهة هذه التهديدات.
الى ذلك تؤكد المعلومات ايضاً بأن الخطر يطال المناطق الحدودية مع سوريا، لان المسلحين يسعون للسيطرة على القرى اللبنانيّة المحاذية، لكن القوى الأمنيّة على أهبة الاستعداد وتقف لهم بالمرصاد، فيما الحذر ما زال قائماً وهنالك إستنفار كبير حالياً، والقرار إتخذ بالقضاء على الارهابيين هناك، لانه من غير المسموح دخولهم الى المناطق المذكورة، خصوصاً المسيحية منها على غرار ما حصل في سوريا والعراق.
هذا وتلفت مصادر سياسية متابعة للوضع الامني الى ان بعض السفارات العربية في لبنان، تلقت تحذيرات من جديد بضرورة توّخي الحذر الشديد في شهر رمضان، لان مجموعات إرهابية ترصد التحركات بطرق بارعة، وهي على قدر كبير من الخطورة، اذ وضعت ضمن لائحة جرائمها عدداً من مراكز التجمّعات والخيَم الرمضانية والمساجد. لكن ووفق مراجع لبنانية معنية، فإن حالة التأهب فرضت نفسها بسلسلة إجراءات أمنية، ومنها حواجز ثابتة ونقاّلة، ودوريات مراقبة مكثفة خصوصاً في الليل. كما لمنطقة الجنوب محاذيرها ايضاً، بحيث تجول دوريات القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لحفظ الامن والمراقبة، فضلا عن رفع حالة الجهوزية القصوى، خصوصا في مطار بيروت الدولي والمرافئ والمعابر البرّية الحدودية، بهدف التصدّي الكامل ضد أي محاولة انتقامية خصوصاً في هذا الشهر.
(الديار)