بشكل ومضمون يؤكدان أنّ أعراض حالة الانفصام عن الواقع بلغت ذروتها لديه، أطل رئيس النظام السوري بشار الأسد أمس متعالياً على جراح شعبه ومنكراً حقيقته الإرهابية الدموية ليصوّر نفسه المخلّص لسوريا الذي يريد تحرير كل شبر منها من الإرهاب، بينما هو «أكبر إرهابي» كما وصفه الرئيس سعد الحريري. وتابع في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» رداً على كلام الأسد: «حين يخرج هذا المجرم من سوريا سنرى كيف يتوقف الإرهاب«، مذكّراً بأنّ الأسد «هو من صنع داعش وأخواتها«.

وتعليقاً على توجيهه واجب الشكر والامتنان لمن أبقوا نظامه عائماً فوق بحر من دماء السوريين، أضاف الحريري: «من المؤكد أن الأسد يريد أن يشكر أسياده من إيران وحزب الله، لكن الشيء الوحيد والأكيد إن شاء الله أنّ الشعب (السوري) سوف ينتصر عليهم جميعاً لأنه على حق«.

العقوبات الأميركية

في الغضون، برز أمس الخبر الذي أشاعته صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية ويفيد بأنّ مساعد وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر كان قد سلّم حاكم مصرف لبنان رياض سلامه خلال زيارته بيروت لائحة تضم نحو 100 اسم من المستهدفين الجدد بالعقوبات المالية الأميركية على «حزب الله». غير أنه وبعد التدقيق في الموضوع مع الجهات اللبنانية المعنية تبيّن أنه خبر غير دقيق، إذ نفى وزير المالية علي حسن خليل لـ«المستقبل» أن يكون الجانب اللبناني تسلّم رسمياً أي لائحة جديدة بأسماء المستهدفين بموجبات قانون العقوبات الأميركية، موضحاً أن اللوائح من هذا القبيل جرت العادة بأن تصدر رسمياً عن وزارة الخزانة الأميركية ثم يتم تسليمها إلى لبنان على نسختين الأولى يتسلّمها وزير المالية والثانية حاكم المصرف المركزي تماماً كما حصل وقت صدور لائحة الأسماء الماضية. وفي ضوء ذلك جزم خليل قائلاً: «حتى الآن لم أتسلّم أي لائحة جديدة ولم أتبلّغ أي شيء جديد بهذا الخصوص».

اللجان: مكانك راوح

نيابياً، انتهى اجتماع اللجان المشتركة أمس إلى نتائج مخيبة للآمال التوافقية أبقت النقاش حول مشروع القانون الانتخابي العتيد في دائرة المراوحة. وأوضحت مصادر اللجان لـ»المستقبل» أنّ اجتماع الأمس لم يتوصل إلى إحراز أي اتفاق بين الكتل في ظل احتدام الاختلاف حول المعايير الواجب اعتمادها في كل من المشروعين المختلطين الموضوعين على طاولة النقاش للمزاوجة بين النظامين النسبي والأكثري.

ورداً على سؤال، لفتت المصادر إلى أنّ قوى 8 آذار أبدت رفضها للمشروع المختلط القائم على انتخاب 68 نائباً بالاقتراع الأكثري مقابل 60 على أساس النظام النسبي لاعتبارها أنّ ذلك يضرب مبدأ وحدة المعايير في القانون الجديد. وأمام استحكام المراوحة بمفاصل النقاش النيابي، تقرر إلغاء الجلسة التي كان مقرراً انعقادها غداً وتحديد الثاني والعشرين من الجاري موعداً جديداً لانعقاد اللجان غداة التئام جلسة الحوار الوطني لعل أقطاب الحوار يتوصلون إلى صيغة توافقية معينة تعيد فتح الأبواب أمام نقاش نيابي منتج على طاولة اللجان المشتركة. علماً أنّ نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري سيزور رئيس المجلس نبيه بري اليوم في عين التينة لوضعه في صورة المراوحة النيابية الحاصلة حيال بحث مشروع القانون الانتخابي العتيد وتقسيماته.