تطرقت سورة البينة إلى كلمة البينة ومفهومها بشكل دقيق ومتقن فالبينة الأولى في السورة هي الرسول التالي لكتبٍ عظيمة لها قيمتها ووزنها الكبير .
فكلمة كتاب ذكرت في السورة حسب التسلسل التالي:
١-من أهل الكتاب .....
٢-صحفاً مطهرة قد تكون كتاب وغير ذلك
٣-كتبٌ قيمة......
٤-الذين أتوا الكتاب.....
٥-إن الذين كفروا من أهل الكتاب ......
وكلمة كتاب أو كتب تكتب بدون ألف في المصحف الشريف فيمكن أن تكون من أهل الكتب وأتوا الكتب ....
فالقرآن يشدد على الحجة القاطعة والحكمة البينة لينير العقول بأدلة اليقين ......فالبينة لا تأتي قولها لفظاً أي تلاوةً بل جاء بها موثقة ،مكتوبة ،مرتبة ،واضحة ومطهرة وأتى بها من الكتب القيمة لذلك هذا درسٌ علمي فعندما تأتي بالحجة ما عليك إلا توثق المصدر والمرجع ....
ويستفاد من هذه الآيات أن قراءة الدليل والحجة من المرجع يبلغ الأثر المرجو واليقين الثابت .....
فقد كفر بعض الناس وتفرقوابعد كل هذه الحجج أي بعد نزول القرآن والكتبة لسماوية الحقةوكذلك بعد بعثة الانبياء والاوصياء وكل ذلك بعدما جاءتهم البينة الظاهرة والمكتوبة ....
وهذه الآيات تعتبر دليل واضح على وثيقة تاريخية حول كتابة القرآن وترتيبه وقراءته ليكون تبياناً لكل شيء .
فبقدر حاجة الكافر إلى البينة ليتيقن الحقيقة العلمية كذلك المؤمن هو بحاجة إلى الحجة الدامغة ليّثبت إيمانه إنها المدرسة القرآنية في إبداع أسلوبٍ يعتمد على البينة والتبيان ويستند إلى التوثيق والإسناد .
ولو تأملنا قليلاً حول خير البرية وشر البرية وعلاقتهم بالبينة والكتب والصحف والدين لوجدنا أن العمل الصالح هو جوهر حركة القرآن في تحديد الخير والشر للبرية وللإنسانية جمعاء ولم يقل العمل الصالح المذهبي والطائفي والمناطقي بل العمل الصالح الذي يتطابق مع الضمير الإنساني الصافي ....