فرض الله الصوم وجعله طريقا للتقوى التي هي أساس الفضائل, لكنه تعالى نبهنا إلى أن الصوم قد لا يوصلنا إليها حيث قيَّدها بقوله تعالى "لعلَّكم" وهو يفيد الإحتمال بالحصول وبعدمه, الصوم عمل عبادي والتقوى أثر لأعمال عبادية (الصوم منها) وغير عبادية (كإزالة ما يؤذي الناس من الطرقات) .
التقوى حالة نفسية ينبغي تحصيلها ليكون ما نفعله وحتى ما نترك فعله محاطا بها. مجتمعنا بصورته العامة حقق نقلات عظيمة وناجحة لكنه يحتاج إلى الكثير من التغيير ليطابق الصورة النموذجية عن المجتمع الإسلامي كما أراده الله تعالى.
الصوم لا يكفي وحده لتحصيل التقوى ولا للاتصاف بالإيمان الذي هو أعلى مراتب الإسلام. أيها الصائم: صومك بينك وبين ربك, وعملك كذلك لكنه هو ما يعني الناس. قال النبي صلى الله عليه وآله في خطبة استقبال شهر رمضان: " أيها الناس، من حَسَّن منكم في هذا الشهر خُلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ".
تعالوا نستفيد من شهر رمضان لتغيير بعض السلوكيات السيئة على المستوى الفردي : بعضها نفعله فيؤذينا في أنفسنا أو يؤذي من حولنا, وبعضها لا نفعله فيؤذينا تركه ويؤذي من حولنا, وبعضها يجب تركه وفعل الأصلح في بابه, وهذه جميعها تدل على غياب حالة التقوى.
الشيخ علي خازم