إذا كانت الحرب، في إطارها، دماً ودماراً فان إرتداداتها على الحدود القريبة المشرعة عجيبة غريبة!
جرثومة طفيلية خطيرة:
الليشمانيا إرتداد وبائي يتجاوز الإطار السوري إلى المدى اللبناني، عابثاً بالجغرافيا، ضاربًا البشر ومنذرًا بالخطر الكبير، فهي عبارة عن مجموعة من الأمراض الطفيلية المعدية تسببها حيوانات أحادية الخلية من نوع ليشمانيا، حيث ينتقل الطفيلي من مضيف فقري إلى آخر عن طريق لدغة حشرة ناقلة من فصيلة ذوات الجناحين تدعى افليبتوم PHLEBOTOME.
وهذا المرض يظهر على شكل تقرحات في الوجه وفي اليدين والقدمين وفي أي منطقة جلدية مكشوفة مخلفة إختلالات جرثومية خطيرة في الدم وندوباً بارزة.
أما الليشمانيا الحشوية فخطيرة جداً وقد تكون، للأسف مميتة، ويصيب هذا المرض الطفيلي، بنوعيه، نحو مليوني انسان سنوياً، تسعون في المئة منهم من سكان ثمانية بلدان هي: سوريا والبرازيل والبيرو والمملكة العربية السعودية وايران والسودان وأفغانستان والجزائر، وهو مسؤول عن 70 في المئة من نسبة الوفيات التي تحدث بين الاطفال.
ماهوناقل المرض؟
هي حشرة تدعى الفليبتوم وهى من نوع ( الهوام اللاسع ) ويتراوح طولها ما بين 2 و 5 مم و لها لون أصفر ( لون التبن ) و عينان سودوان كبيرتان والأنثى فقط مميزة بمص الدم ( HEMATOPHAGE ) وتظهر هذه الحشرات في الفصل الحار ولها حركة ليلية وطيرانها صامت وتنتقل عن طريق القفزات وتتواجد فى جحور القواضم و خم الدجاج ، زريبة الحيوانات ، النيفيات وغيرذالك ، كما ان بعض أنواع الفليبتوم تتواجد بداخل المنازل مما يجعلها خطيرة جدا على الإنسان.
مصاب واحد في كل عائلة سورية:
جغرافياً، تنتشر هذه الطفيلية إذًا في بلاد البحر الأبيض المتوسط، لا سيما في الدول الواقعة في شرقي هذه المنطقة وفي أميركا اللاتينية.
وهناك، في النسب، مصاب واحد في كل عائلة سورية مكونة وسطياً من ثمانية أفراد، والليشمانيا هي مرض معد، تنقلها أساساً أنثى ذبابة الرمل التي تتغذى وتتكاثر من دم القوارض والثدييات، مثل الكلاب والثعالب والذئاب والجرذان الصحراوية، وهي كفيلة، إذا أهملت، بشل الجهاز اللمفاوي.
إصابات في عكار:
وعليه.. سجلت في عكار مع بداية النزوح السوري، إصابات عدة بمرض ليشمانيا، أو ما عُرف آنذاك بالحبة الحلبية، وفوجئ أبناء حلبا منذ أيام، بسعي البعض إلى جمع تبرّعات لتأمين العلاج لأحد النازحين، وهو مصاب بـ ليشمانيا، وتآكل وجهه بشكل كامل وأدت إلى فقدانه النظر، الأمر الذي أثار حالة من الهلع جراء الخوف من انتشار العدوى.
وتُعَدّ إصابة النازح السوري حسين الحسين من حماة، حالة متطورة جداً، بحسب ما أكد له الأطباء، إذْ يؤكد أنه مصاب بالليشمانيا منذ العام 1992، وهو زار لبنان طيلة 10 سنوات وتلقى العلاج في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت من دون أن يتماثل للشفاء.
وسائل المكافحة هي :
المكافحة المادية في غلق تشققات الجدران والتخلص من النفايات حول المنازل، والمكافحة الكيميائية التي تتمثل فى تدمير بؤر الحشرات وذالك برشها بمبيدات على الحيطان في المناطق المستوطنة للمرض.