أجرى رئيس حزب التقدمي الإشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط مقابلة تلفزيونية ببرنامج كلام الناس مع الإعلامي مارسيل غانم على شاشة LBC.
وكانت المقابلة غنية بالتلميحات والرسائل السياسية التي إعتاد بيك المختارة توجيهها إلى الحلفاء والخصوم ولا يخلو بعضها من بعض الألغاز والشيفرات التي يبرع بها.
لبنان الذي يريده:
تحدث جنبلاط عن رؤيته للبنان الذي يريده قائلا في هذا المجال:" أريد لبنان الذي رسمت حدوده أيام الإنتداب ويوم توسع لبنان وضم الأقضية الأربعة جغرافيا" مضيفا " أريد لبنان الجغرافي الكامل ولبنان السياسي المحيد عن الصراع في المنطقة" مشيرا إلى أن " الصراع الفرنسي الإنكليزي إنتهى بتسوية سايكس بيكو والخرائط النهائية أتت بعد الإتفاق على النفط".
دلالات إنتخابات طرابلس:
وتناول ما حدث في طرابلس مؤكدا أن " الكل لم يقصر في طرابلس" التي " أغدقت الوعود عليها بالمال ولم تتحقق لاحقا ما عدا ما دفع به الرئيس بري نحو صرف إلتزامات للمدينة قيمتها 100 مليون دولار".
وأكد جنبلاط على " أن الحريري وغيره غرقوا في طرابلس وأغرقوها في السابق بالسلاح وبتدميرها بلعبة إقليمية ومعهم ريفي أيضا" لكنه أشار إلى أن " الحريري كان صوت الإعتدال في طرابلس" و " الإعتدال السني المتمثل بسعد الحريري يدفع الثمن في طرابلس اليوم. ثمن التطرف" وقال أنه " هناك سياسة تصفية حسابات سياسية وعسكرية في طرابلس" مؤكدا أن " طرابلس مفتاح إعمار الشام".
وفي إشارة منه لريفي لدعوته لخفض سقف توقعاته قال :" لا يمكن لأشرف ريفي أن يلعب دورا مغايرا للنهج الذي سار به سعد الحريري" مستنكرا " بعض الكلام الذي قرأناه في اليافطات فيه لغة غرائزية" وقال:" سوف يتبين كل شيء من ريفي من خلال الخطابات التي سيدلي بها وتحركاته لمعرفة أين يقف سياسيا" ملمحا إلى أنه " إذا صوتت الجماعة الإسلامية لريفي هذا يعني أن تركيا تصفي حساباتها في طرابلس" خصوصا والكلام لجنبلاط " سمعت بدور إماراتي وتركي في دعم ما يحصل في طرابلس" مضيفا أن " التنافس في طرابلس حصل على حساب العلويين والمسيحيين".
للحريري إحذر من المقربين:
ووجه رسالة هي أقرب بالنصيحة لسعد الحريري قائلا :" لا تخف إلا من أقرب المقربين إليك والإمتحان هو كلام أشرف ريفي" محذرا أنه " هناك عملية إستمرار لتحجيم سعد الحريري" وتوجه للحريري ناصحا :" يا شيخ سعد: إحترز من أقرب الناس إليك في دارتك وإنتبه" وأضاف " خذ حذرك من أقرب الناس" وأضاف " إذا إنزلق الحريري إلى الخطاب الطائفي والتجييشي فما الذي يميزه عن المشنوق وريفي؟
المطلوب أن يبقى معتدلا" شارحا أنه " يجب معارضة الشارع وليس بالضرورة أن يسير الزعيم مع نبض الشارع" وقال:" أنصح الحريري أن يبقى معتدلا ولو بقى وحيدا" محذرا أنه" اليوم هناك من يريد تطويق الحريري وبعض الأخطاء الذاتية والمحيطين به أوصلونا الى اليوم".
الوضع الأمني والتنسيق مع سوريا:
بخصوص الوضع الأمني في البلد قال جنبلاط :" بلغتني مؤشرات سلبية عن إمكانية قيام داعش أو النصرة بعمليات في لبنان" مضيفا أن " السوري يستفيد من التنسيق الأمني مع لبنان سياسيا" وأن " المخابرات اللبنانية مجبورة بحكم أمر الإرهاب أن تنسق مع السوريين ولكن التنسيق يلحقه شي تاني" ووصف النظام السوري قائلا :" النظام السوري يريد جو فتنة في المنطقة ولبنان وهذه هي طبيعة وجوده".
ملف رئاسة الجمهورية:
بدا جنبلاط متشائما من إحتمالية وصول سليمان فرنجية للرئاسة قائلا:" ساحة الصراع ساخنة لإسقاط ترشيح فرنجية" ف " سوريا لا تسير برئيس لا تضمنه وسليمان فرنجية ذهب بعيدا... إلى باريس" وهذا الشيء " قد يدفع فرنجية الثمن وتحديدا لأنه ذهب إلى باريس وليس سوريا" مؤكدا على معلومة قائلا:" سئلت في السعودية عن سليمان فرنجية فقلت: هو مقرب جدا من بشار ولكن يجب أن تعرف معه إلى أين أنت ذاهب" ف " مجرد صدور إسم سليمان فرنجية مني ومن الحريري في باريس قد لا يعني رضى سوريا" مبررا تبنيه لفرنجية بالقول:" طرحنا إسم سليمان فرنجية كي لا نبقى في الفراغ حتى وإن كان الرئيس سوريا بنسبة 95%".
وعن عون قال جنبلاط:" كنت معارضا لعون قبل المصالحة المسيحية وأسير به رئيسا إذا رأى المسيحي في لبنان أن مصلحته وخلاصه عون" مضيفا " لا يمكن تحييد المصالحة المسيحية وأسير بعون رئيسا إذا أجمع الفرقاء المسيحيين عليه" وأيضا " إذا قضت مصلحة لبنان بعون رئيسا أسير بالموضوع وأسير وأقبل بقرار المصالحة المسيحية وإذا إتفق الأقطاب المسيحيين على عون أسير معهم" الإنتخابات البلدية والنيابية وأحوال الحزب التقدمي: وفي هذا الخصوص تحدث جنبلاط وقال:" الظروف الإقليمية تمنع الرئاسة والظروف الداخلية تمنع الإنتخابات النيابية، ماذا تفعل؟ لا شيء؟"
وأضاف " سأستدعي الرفاق في الحزب واكرم شهيب وغازي العريضي وعلاء ترو للكلام عن الامور التي حصلت في الإنتخابات" مهددا برسالة " إلى بعض الرفاق ما حدا يفكر حالو انو ما فينا نستغني عنو، مخطئين" وقال " البعض من مناصري كذب علي وقالوا بأنهم لم يطلقوا النار ولكنني اعرف بالتواتر لذا وفروا عليكم البهدلة" و " إذا كان أحد مرافقيني يستفيد من إسمي في كفرنبرخ أطرده وأتعهد بالأمر للأهالي الذين اشتكوا من الممارسات".
وعن دلالات الإنتخابات قال:" المواطن أتى يقول لنا اليوم كفى" مشددا أن " حزبنا أي الإشتراكي يبدل نفسه اليوم بالدم والجيل الجديد وبعض من عارضنا لن يفصل ولكن سنحاسب" مضيفا " أو عليك أن تقبل بالتغييرات في الإنتخابات أو ترفض وإلا تكون تقتل نفسك" منوها ب " دور عدوان في الشوف " الذي وصفه ب "ممتاز وهو موجود كالقوات والعماد عون موجود ولا يمكن نكران ذلك".
وعن رأيه بلائحة بيروت مدينتي قال:
" بيروت مدينتي أهضم! ولهذا كنت أدعمهم على تويتر... كفانا عبد المنعم العريس وبلال حمد... ونحن بحاجة لمزيد من الخضار في بيروت وليس ل Parking" محذرا " لا يجب شراء الرملة البيضا لأنها ملك عام وليس ملك خاص". مشيرا إلى أنه " بعد 24 سنة من السياسة أصابنا الهريان".
التسوية:
وعن التسوية قال:" الصلح ضرورة قصوى في بعض الأحيان والمصالحة التاريخية قمنا بها ولبعض الدروز وبعض المرافقين خلصونا بقا" مشددا على أن " ظروف التسوية لم تنضج بعد ولنهتم بالملفات التي يمكن أن نعالجها" ورد على تغريدة الحريري في المقابلة وقال:" يجب أن تستمر على خطك وللحفاظ على لبنان اتركلي اليمن واتركلي سوريا!
خلينا نركز على بيروت وطرابلس" مشددا على أن " لبنان الكبير أهم من اليمن وسوريا وما يجري اليوم! لنحافظ على لبنان" ف " نحن لا نؤثر على الصراعات الكبرى وخاصة اليمن" مؤكدا أن " لبنان لا يحكم إلا بالتسوية" محذرا أن " الرئاسة ستحرق لبنان والبعض يفعل كل شيء من أجلها".
قانون الإنتخابات:
وعبر عن موقفه من قانون الإنتخابات قائلا:" أنا مع قانون القوات الإنتخابي" وتوجه للحريري قائلا :" نسأل سعد الحريري عن موقفه من قانون الإنتخاب وما إذا كان داعما للمشروع المشترك بينهم والقوات".
العلاقة مع حزب الله:
وعن حزب الله تحدث جنبلاط قائلا:" ليس من مهامنا إسقاط آل سعود"و" أرفض أن يعود لبنان ساحة لتصفية الصراع بين العرب" وعن دور الحزب في المستنقع السوري قال:" دور حزب الله في سوريا تحدثنا به وهو أتى نتيجة حسابات خاطئة، البعض ظن أن الأزمة ستنتهي ولكنها طالت سنوات".
الأزمة الإقتصادية والمعيشية:
تناول بيك المختارة الأزمة الإقتصادية والمعيشية فقال:" لأول مرة في تاريخ لبنان يكون الخطر الإقتصادي بهذا الحجم... الوضع الإقتصادي في لبنان بحاجة لأن يكون في سدة الرئاسة رئيسا" محذرا " الكلفة الإقتصادية مع العقوبات الأميركية التي هي جدا موجعة على لبنان والمواطن الشيعي تقضي وجود رئيس" ومنبها أن " هجرة النخبة تقلق لبنان" ف " المداخيل تنقص والهدر يزيد..كيف يمكن تهدئة الوضع؟" مشيرا إلى أن " بعض الدرك كان يأكل الدجاج اليوم صاروا ياكلوا ولائم".
الرد على المشنوق:
ورد جنبلاط على ما ساقه وزير الداخلية المشنوق من إتهامات للسعودية فقال:" ليس هذا الوقت لمحاسبة الملك عبد الله والمملكة طلبت تحييد ملف المحكمة منعا لإشتعال لبنان" وأضاف" السعودية طلبت من الحريري تسكير الملف منعا للفتنة التي اشتعلت في سوريا" فقد " قيل لنا أنه اذا صدر القرار الظني في المحكمة الدولية ستحترق بيروت فخفنا".
سد جنة:
وتوجه الى العماد عون مخاطبا :" على العماد عون أن يقبل بما يجري من أبحاث وآراء علمية في ملف سد جنة" ف " نحن أمام مشكلة فنية وبيئية في موضوع سد جنة" ناصحا:" من أجل لبنان والعماد عون لننتبه إلى الموضوع وإلى مسألة سد جنة قبل فوات الأوان" مشيرا إلى أنه " بدأت الأعمال في سد جنة ولا نعرف ظروف المناقصة التي لزم الموضوع على أساسها؟"
مستقبله السياسي:
تحدث في هذا المجال وقال:" لدي عددا من المشاريع وأتمنى الذهاب إلى اليابان في عيد الياسمين من أجل السياحة والتعلم من هذه الحضارة" مضيفا " أريد أن أستمر برعاية أولادي حتى اللحظة الأخيرة" مجددا القول:" كتبت إستقالتي وأنتظر أن يفتح الرئيس بري المجلس لكي أقدمها له".