قال متحدث بإسم وزارة العدل الألمانية، الجمعة، إن السلطات تحقق مع نحو 180 مشتبها بهم في أنشطة إرهابية ممن عادوا من سوريا أو لهم صلات بجماعات متشددة.

وقال المتحدث في مؤتمر صحافي: "في الوقت الحالي يجري المدعي الاتحادي نحو 120 تحقيقا عن أكثر من 180 شخصا يشتبه في صلتهم بالحرب الأهلية في سوريا، سواء لعضويتهم في جماعة إرهابية أو لدعمهم لها".

وألقي القبض على ثلاثة سوريين، الخميس، للاشتباه في تخطيطهم لهجوم كبير في مدينة دوسلدورف بغرب ألمانيا.

وقال متحدث بإسم وزارة الداخلية إن من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بشأن مدى خطورة التهديد الذي تواجهه ألمانيا، لكنه أضاف أن حالة التأهب الأمني مرتفعة.

وأعلنت السلطات الألمانية، الخميس، إحباط مخطط اعتداء لتنظيم "داعش" واعتقلت ثلاثة سوريين دخلوا أوروبا عبر اليونان على خلفية مخاوف متزايدة في ألمانيا إثر هجمات باريس وبروكسل وأزمة الهجرة.

وأكدت النيابة الفيدرالية في بيان أنه "بحسب نتائج التحقيق الجاري حاليا، تم توقيف ثلاثة من المشتبه بهم في ألمانيا وآخر في فرنسا كانوا يحضرون لارتكاب اعتداء انتحاري لحساب تنظيم داعش الإرهابي في المدينة القديمة في دوسلدورف".

والرجال الثلاثة هم حمزة س. (27 عاما) ومحمود ب. (25 عاما) وعبدالرحمن أ.ك (31 عاما) من الجنسية السورية، اعتقلوا في رينانيا-شمال ويستفاليا في براندبورغ وفي بادي-فورتمبرغ وتم تفتيش أماكن سكنهم.

وكان رجل رابع موقوف في فرنسا على صلة بهذا المخطط اسمه صالح أ. (25 عاما) أدلى باعترافات في شباط ما أدى إلى الكشف عن مخطط الأربعة، بحسب نيابة كارلسروه المكلفة بقضايا الإرهاب.

وقد دخل صالح وحمزة أوروبا عبر اليونان في اذار وتموز 2015 قبل "ذروة" أزمة الهجرة الأوروبية. وأكدت السلطات القضائية أن الاعتقالات لا علاقة لها بنهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم المقرر افتتاحها في فرنسا في العاشر من حزيران وتثير مخاوف بشأن الأمن في الملاعب.

وبحسب المصدر فإنه حتى "وإن لم تكن هناك أدلة تسمح بالتأكيد أن المشتبه بهم كانوا بدأوا بتنفيذ مخططاتهم"، فإنهم كانوا يحضرون لتنفيذ اعتداء "في مدينة دوسلدورف".

ووفقا لخطط صالح أ. وحمزة س. اللذين تلقيا في سوريا أوامر لتنفيذ هذا الاعتداء، كان يفترض أن يفجر انتحاريان "يرتديان أحزمة ناسفة" نفسيهما في إحدى الجادات الرئيسية في وسط المدينة، كما قالت النيابة الفيدرالية.

وتابعت أن آخرين سيتولون بعدها "قتل أكبر عدد ممكن من المارة بواسطة بنادق وعبوات ناسفة".

وأشارت النيابة إلى أن الرجلين تمكنا من إقناع محمود "في موعد أقصاه كانون الثاني 2016" بمشاركته في الخطة.

وتابعت أن عبدالرحمن الذي يشتبه في انتمائه إلى التنظيم المتطرف و"جبهة النصرة" في الوقت ذاته، وصل إلى ألمانيا في تشرين الأول 2014 للإعداد لهذا الهجوم. ويشتبه في أنه خبير المتفجرات في المجموعة وبأنه صنع في عام 2013 أحزمة ناسفة وقنابل يدوية لحساب "جبهة النصرة".

ولم يتم استهداف ألمانيا حتى الآن بهجوم جهادي كبير خلافا للدول المجاورة كفرنسا وبلجيكا، لكن السلطات أشارت مرارا إلى احتمال تعرضها لاعتداء.

وكانت مداهمات عدة للشرطة استهدفت عددا من المشتبه فيهم في الأشهر الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد، لكنها لم تكشف مخططات ملموسة. وكانت إنذارات في ميونيخ ليلة رأس السنة وفي هانوفر بعد أيام على اعتداءات باريس أثارت قلق السلطات لكن دون تفاصيل حول مدى التهديدات.

وأثار تدفق أكثر من مليون مهاجر إلى البلاد في 2015 واعتداءات باريس مخاوف من أن يكون جهاديون دخلوا ألمانيا بين مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. وحتى الآن وقعت حوادث متفرقة مرتبطة بالجهاديين.

وفي نهاية اذار، أصابت ألمانية من أصل مغربي في الـ15 من العمر شرطيا بجروح خطيرة في محطة هانوفر أثناء عملية تفتيش روتينية. وكانت أقامت على الحدود التركية-السورية قبل أن تتوجه والدتها القلقة من تطرفها، إلى المكان لإعادتها إلى ألمانيا.

وفي أيلول 2015، قتل العراقي رفيق يوسف (41 عاما) الذي استفاد من إطلاق سراح مشروط بعد أن أمضى عقوبة في السجن بتهمة الانتماء إلى منظمة "إرهابية" والتخطيط لارتكاب اعتداء ضد رئيس وزراء عراقي في 2004، برصاص الشرطة بعد أن طعن شرطية في برلين.

وفي آب 2015، كان مقاتلان يتكلمان الألمانية أكدا أنهما ينتميان إلى "داعش" في سوريا، وهددا ألمانيا والمستشارة أنجيلا ميركل.

(العرب)