للمرة الأولى منذ إعلان زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي قبل سنتين قيام "خلافة إسلامية" في العراق وسوريا، تواجه معاقل التنظيم هجوماً قوياً منظماً في البلدين، فما هي أخطار السقوط السريع للتنظيم؟
في تحليل نشرته صحيفة "غارديان" يحاول مارتن تشولوف الإجابة عن السؤال، وتحظى الهجمات التي تتعرض لها مواقع التنظيم بدعم أميركي قوي.
وقد تحولت الهجمات التي كانت توصف بالمحدودة والحذرة، والتي شنها حلفاء الولايات المتحدة وممثلوهم على الأرض في السابق، إلى هجمات قوية جادة ومنظمة.
في العراق يستعد الجيش العراقي لعملية عسكرية كبرى لاستعادة الفلوجة، حيث للتنظيم وجود منذ عام 2014، أما الموصل، قلعة التنظيم في الشمال، فلا تبدو عصية كما كانت، بفضل عمليات البيشمركة الأكراد، وقد استولى الأكراد الأسبوع الماضي على تسع قرى كانت تحت سيطرة التنظيم.
وفي سوريا كانت الرقة، التي اتخذها التنظيم عاصمة له، ومحيطها مسرحاً لعمليات عسكرية ونزوح للسكان، استعداداً للعملية العسكرية الكبرى التي تهدف لاستعادتها.
لكن، وبينما يبدأ تنظيم الدولة بالضعف، تبدأ علامات الاختلاف بالظهور بين الأطراف التي تشارك في العمليات، كما يرى تشولوف.
ويقول زعماء العشائر إن ما سيحدث لاحقاً قد يؤدي إلى وقوع القرى المحررة مرة أخرى في أيدي المسلحين، ومن مواضيع الخلاف التصورات السياسية لمرحلة ما بعد هزيمة تنظيم "داعش".
وكلما كان سقوط تنظيم "داعش" سريعاً كان سريعاً نشوب الخلافات بين القوى المشاركة في العمليات العسكرية على التصور السياسي للمرحلة القادمة، مع غياب خطة وتصور متفق عليه.
والخطر الذي يتهدد البلاد هو تقسيمها على أساس إثني وطائفي بشكل نهائي، بناء على هوية السكان الذين نجحوا في البقاء ببلدانهم، كما يرى تشولوف في تحليله.
(الخليج)