رأى السياسي الشمالي ومستشار الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف أن "النتائج المفاجئة والنكسات التي شهدتها أكثر من منطقة لبنانية هي للحركة الاعتراضية على الطبقة السياسية التي تشكلت من المجتمع المدني الذي بدأ حراكه في العام 2015 ضمن حملات بدنا نحاسب وطلعت ريحتكم".
ولفت الشريف في حديثه لـ"الشرق الأوسط" إلى أنّه "رغم أن المفاجآت حلّت في أكثر من منطقة فإنها أتت في طرابلس لتكون جرس الإنذار الأقوى وبالتحديد على المستوى السني، ما يتطلب إعادة نظر بالخطاب والأداء السياسي وبطريقة التعاطي مع الشارع".
وأردف "لا شك أن حالة الاسترخاء لدى القوى السياسية في طرابلس، ونحن منها، واعتبارها أن المعركة مضمونة ساهمت إلى حد بعيد بفوز الطرف المنافس المتمثل باللواء ريفي الذي قاد معركة لائحته بنفسه، بخلافنا، باعتبار أننا ارتأينا عدم استخدام الخطاب السياسي وترك المرشحين إلى المجلس البلدي يخوضون معركتهم بأنفسهم".
ولا يذهب الشريف بعيدا بقراءة أبعاد معركة كما فعلت بعض قوى 8 آذار، التي اعتبرت أن نتائج طرابلس "توحي بانتصار التطرف على الاعتدال""، فهو يشدد على عدم إمكانية تصنيف ريفي بـ"المتطرف"، معتبرا أن خطابه "حاد وشعبوي لكنّه غير متطرف".
وإذ ردّ تراجع "المستقبل" على مستوى لبنان لـ"تخليه عن الشعارات التي كان رفعها عند دخوله الحكم، وغياب قائده عن لبنان إضافة لحالات التمرد وأبرزها تمرد ريفي الذي كان يُعتبر أحد أبرز صقور تيار الحريري"، ذكّر الشريف بأن "خطاب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري لم يكن يوما حادا"، لافتا إلى أن "الحريرية السياسية لطالما كانت قائمة على التسويات، وبالتالي ليس صحيحا أن من يعبّر عن الحريرية السياسية هو اللواء أشرف ريفي".
كذلك رأى الشريف أن الحديث عن "سقوط الأحادية السنّية، الذي يُعتبر أصلا مصلحة وطنية، وقيام ثنائيات وثلاثيات أمر مبكر"، مشددا على وجوب انتظار النتائج التي ستفرزها الانتخابات النيابية المقبلة.
(الشرق الاوسط)