بُعيد ضبطها وتوقيف أعضائها، أشاد قائد الجيش العماد جان قهوجي بالعملية الأمنية التي أدت إلى تفكيك "خلية عاليه" مؤكداً أنه تبين بحسب المعطيات والتحقيقات أنها تأتمر بأوامر تنظيم "داعش" الإرهابي وقد ضبطت بحوزتها أسلحة وأعتدة عسكرية بما يؤكد جهوزيتها للقيام بعمليات إجرامية. وكما هو الحال بالنسبة لهذه الخلية، وضع قهوجي عملية تفكيك خلية "خربة داوود" في إطار "العمليات الاستباقية والنوعية" التي يواظب الجيش على تنفيذها في معركته المفتوحة مع المجموعات الإرهابية لتعطيل جاهزيتها واستعدادها للتحرك في سبيل تنفيذ مخططات إجرامية على الساحة الوطنية.

وإذ تأكدت مسؤولية خلية "خربة داوود" عن قتل ثلاثة عسكريين من خلال كمائن كانت قد نفذتها في منطقة البيرة والريحانية في عكار بالإضافة إلى إصابة رتيب من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، آثر قهوجي عدم الإفصاح أكثر عن المخططات التي كان أعضاء الخلية يعدون لتنفيذها مفضلاً ترك الأمور في هذا المجال للتحقيقات الجارية مع الموقوفين حفاظاً على سريتها.

وعن المخاوف السائدة في البلد من هجمات إرهابية محتملة في شهر رمضان، أجاب قهوجي:"لا خوف في رمضان، نحن نعمل في هذا الشهر كما في باقي الشهور على مدار الساعة لتحصين الساحة الداخلية"، مطمئناً إلى أنّ "الجيش، وبالإضافة إلى إجراءاته العسكرية التقليدية والدورية، اتخذ احتياطات قصوى للحؤول دون حدوث أي خرق أمني في البلد".

وكان قائد الجيش قد شدد خلال إطلاق مشروع تنفيذ الهبة المقدمة من الاتحاد الأوروبي إلى الجيش والمديرية العامة للأمن العام على وجود "قرار حاسم بحماية لبنان"، وقال: “معركتنا مع الإرهاب ماضية إلى الأمام ولا هوادة فيها ولن تتوقف إلا بالقضاء على تجمعاته وشبكاته التخريبية وأي نشاط يقوم به على الحدود وفي الداخل" مؤكداً أنّ "هذه المعركة هي أولوية مطلقة لدى الجيش وجزء من جهد لبنان في إطار جهود منظومة المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر الداهم".

كذلك، كانت كلمة لمدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم للمناسبة لفت الانتباه فيها إلى أنّ "لبنان يعيش أدق مراحل تاريخه الحديث وأخطرها من خلال مواجهته الإرهاب"، معتبراً أنّ البلد "ينوب في معركته الشرسة هذه عن العالم عموماً وأوروبا خصوصاً".

وفي سياق الجهوزية الأمنية نفسها ضد الإرهاب، برز تشديد المدير العام للأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص خلال حفل تخريج الدفعة الأولى من دورة الرقباء المتمرنين أمس على كون "المعركة مع الإرهاب طويلة ومضنية"، مطالباً في ضوء تأخر الحلول السياسية وفي ظل المجريات الميدانية الإقليمية "جميع الجهات المعنية الدولية والإقليمية والوطنية وعي خطورة المرحلة، والسعي إلى تجنيب المنطقة ولبنان المخاطر المحدقة والتعامل بحكمة وتروٍ مع المتغيرات والمستجدات السياسية والأمنية القادمة".

المستقبل